كوتش عبدو اليازغي
العلاج السلوكي يساعد الشخص على تحديد الأفكار والمشاعر التي تسبب له الاضطرابات ويتم ذلك بمساعدة المعالج ومن خلال ذلك يتم التعرف على المعتقدات الخاطئة التي تولد تلك الأفكار والمشاعر، وبعد ذلك يقوم المعالج باستبدال تلك المعتقدات أو تصحيحها، وهو جزء من العلاج النفسي و مكمل للعلاج الدوائي
هدف العلاج السلوكي المعرفي :
يهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى مساعدة الناس على إدراك متى يقومون بالتفسيرات السلبية، والعمل على معالجة الأنماط السلوكية التي تعزز التفكير المشوه.
عندما يعاني الشخص من ضائقة نفسية، فإن الطريقة التي يفسر بها الأوضاع المحيطة تكون غير صحيحة ومنحرفة عن الواقع، وهذا بدوره له تأثير سلبي على المواقف التي يتخذها يمكن للأفكار السلبية وغير الواقعية أن تسبب مشاكل نفسية، وقد تؤثر في الصحة العقلية
يساعد العلاج المعرفي الناس على تطوير طرق بديلة للتفكير والتصرف والتي تهدف إلى الحد من محنتهم النفسي
متى يستخدم العلاج السلوكي المعرفي؟
العلاج السلوكي المعرفي مناسب للأطفال والمراهقين والبالغين والأفراد والعائلات والازواج.
وجد أن العلاج السلوكي المعرفي له تأثير كبير في علاج الحالات التالية:
- اضطراب القلق العام.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- الإجهاد العام ومشاكل الغضب.
- العلاج السلوكي المعرفي للقلق.
- العلاج السلوكي المعرفي للاكتئاب.
- العلاج السلوكي المعرفي للخوف.
- اضطرابات الهلع.
- الخوف من الأماكن المكشوفة.
- الرهاب الاجتماعي.
- اضطرابات الأكل.
- الصعوبات الزوجية.
- اضطراب الوسواس القهري.
- قلق الطفولة والاضطرابات الاكتئابية.
قد يكون العلاج السلوكي المعرفي فعالاً أيضا كتدخل في حالات الألم المزمن والضيق المرتبط به.
ما هو المتوقع من العلاج السلوكي المعرفي؟
يتعلم الشخص من خلال العلاج السلوكي المعرفي ما يلي:
- التعرف على الأفكار المؤلمة والمزعجة التي يعاني منها والتي لها علاقة بمشاكله الحالية، وتحديد ما إذا كانت هذه الأفكار واقعية أم لا.
- إذا اتضح أن الأفكار التي لديه ليست واقعية ولا تخدمه في حياته، فسوف يتعلم مهارات تساعده على تغيير أنماط تفكيره حتى يكون أكثر قدرة على التعامل مع مشاكله.
- بمجرد أن يكون منظور الشخص أكثر واقعية، سيساعد ذلك المعالج في تحديد مسار العمل المناسب. ربما سيحصل المريض على تدريب منزلي ليقوم به بين الجلسات. ويشمل تمارين تساعد على تعلم كيفية تطبيق المهارات والحلول التي توصل إليها خلال مسار العلاج. على سبيل المثال، قد يعطى للشخص الذي يتخوف ويتردد في المواقف الاجتماعية واجباً منزلياً في أن يقوم بالتحضير لمقابلة صديق في المقهى لتناول فنجان قهوة.
مبادئ العلاج السلوكي المعرفي:
ينبع الاضطراب من الإدراك الخاطئ عن الآخرين، أو الاعتقاد الخاطئ عن العالم والظروف المحيطة به وقد يكون ذلك نتيجة قلة الخبرة المعرفية، أو التشوهات المعرفية (معالجة المعلومات بشكل غير دقيق).
نحن نتفاعل مع العالم من خلال تمثيلنا الذهني له. إذا كانت تمثيلاتنا العقلية غير دقيقة وكانت طرق تفكيرنا غير كافية، فعندئذ قد تصبح مشاعرنا مضطربة، وينعكس ذلك على السلوك.
يدمج العلاج السلوكي المعرفي النظريات السلوكية والنظريات المعرفية لاستنتاج أن الطريقة التي ينظر بها الناس إلى موقف ما تحدد ردة فعلهم أكثر من الواقع الفعلي للموقف. فمثلاً، عندما يكون الشخص محبطاً أو متردداً ويفتقد العزيمة، قد لا تكون نظرته إلى التجربة واقعية أو قريبة للواقع. وبالتالي فإن تغيير طريقة تفكير الشخص ورؤيته للعالم تساعد في تغيير استجابته للمواقف.
تبدأ معتقدات المريض بالتغير عندما يكتشف بأنها غير مفيدة.
تقنيات العلاج السلوكي المعرفي:
أمثلة على تقنيات العلاج المعرفي السلوكي:
- التقييم: يعلم المعالج المعرفي المريض كيفية التعرف على الإدراك المشوه لديه من خلال عملية التقييم. فمثلاً، يمكن أن يكشف المعالج عن طرق التفكير المشوهه مثل، بناء استنتاجات دون النظر إلى الموقف)حديث المريض مع نفسه (.
الأسئلة الموجهة لاكتشاف الحالة الحالية للمريض: إن العلاج المعرفي السلوكي له علاقة وثيقة بالوضع الذي يكون عليه الشخص في الوقت الحاضر، لذا سيطلب المعالج في البداية من المريض توضيح ما يدور في ذهنه في لحظة معينة، وذلك لتحديد الأفكار والمشاعر المؤلمة.
- تسجيل الأفكار: يقوم المريض بتسجيل الفكرة السلبية ويضع مقابلها الدليل على عدم فاعلية هذه الفكرة.
- القيام بنشاطات إيجابية: مثل مكافأة المريض نفسه بإهداء الورد لنفسه أو الخروج للتنزه.
خاتمة
الهدف من العلاج السلوكي هو إشراك المريض في خطة العلاج الخاصة به حتى يفهم أن أفضل طريقة لتحسين حياته هي تعديل أفكاره في الحياة اليومية.