مخطئ من يظن أننا نعيش حياة راكدة لا تتغير!

  من الممكن جدا أن تكون قبل شهر فقط إنسان منتج، تشتغل ، تذهب الى صالات الرياضة بانتظام ، تحافظ على عاداتك الغذائية المنظمة، تنجز عملك  ، باختصار تشعر بأن لديك حافزا لكي تستيقظ كل صباح و تقوم بأي عمل اسند اليك  و بكل مهمة تحملت مسؤوليتها . ولكن فجأة و بدون أي سبب واضح يظهر  لك كل شيء يكتسي طابعا مملا و كئيبا ، الصباح الذي كنت تنتظره ليطل بضوئه أصبحت تخيم عليه عتمة الليل ، مللت من جدولك الزمني المكتظ ، و من عاداتك التي لا تتجدد ! أصبحت تعيش في تماطل و إحباط و في سلبية لم تسبق أن عهدتها في نفسك  .

ربما يرجع هذا الى فقدان علاقة مثلا ، أو مرض أو نكسة مالية  كبيرة انه الاكتئاب  يتسلل رويدا رويدا الى حياتك فاحذره انتفض و حاول ان لا تكون صيدا سهلا له  .ولكن هل يمكنني أخذ حالتي هذه من المسلمات؟ هل يجب علي أن أكمل حياتي وسط السلبية؟ هل سأنسى كل الانجازات التي حققتها و أعيش في اكتئاب دائم؟

 الإنسان السوي هو من يمكنه أن يعاود توجيه حياته الى المسار الصحيح و لو انعرج كثيرا عن المسار، و لو فقد السيطرة يمكنه الرجوع. ليست نهاية العالم ان استيقظت يوما او أياما غير سعيد ! لكن نهايتك هي عندما تتقبل الامر و تعيش في الحزن دائما ، بل على العكس من دلك يجب عليك أن تجد الدافع للبدء من جديد عندما  تتدهور الامور و تسوء الاحوال ، لكن كيف يمكنني فعل ذلك ؟ 

لكي أجد الدافع عزيزي القارئ يجب عليك دائما الرجوع الى الاساسيات . من غير الممكن أن تسيطر على كل الاشياء لكن يمكنك السيطرة على نفسك ، و هذه هي الحقيقة التي يجب عليك ان تعود اليها دائما ، و هي ان السيطرة امر شخصي و هام ، و يمكن تفسير السيطرة على نفسك بأنها الحالة التي تكون انت فيها مدرك لذاتك و واثق منها و لديك الطاقة الكافية للبدء من جديد و نسيان الماضي ، فتتيح لك الحافز و الدافع الكافي للثقةن بنفسك و بقدراتك وبأنك  بدأت تستطيع اكمال الرحلة . في حين أنه من غير الممكن ان تسيطر على العوامل الخارجية لكن يمكنك ان تسيطر على احساسك اتجاهها حيث يمكنك السيطرة على عواطفك وأحاسيسك و بالتالي يمكنك السيطرة على محيطك الخارجي . لكن بمجرد الإحساس بأن شيئًا ما ليس كما ينبغي ، يراودك إحساس بأن كل شيء خرج على السيطرة ، لكن عزيزي القارئ يجب أن تعرف أن السيطرة هي خيار تتخذه لنفسك و انه يمكنك ممارسة هذا الخيار و السيطرة على نفسك متى ما اردت و كيفما تشاء.و عندما تشعر أنك بدأت تفقد السيطرة على حياتك اول ما يمكن ان تفعله هو أن تتأمل حياتك ، فعندما تقوم بمراجعة شاملة للحياة يمكن ان تتضح لك الرؤية أكثر ويزداد تركيزك و تصبح لديك صورة افضل عن موقفك الحالي . حدد سبب فشلك ، لماذا انعرجت عن المسار الصحيح؟  فقبل ان تسعى الى التحفيز و النهوض يجب عليك ان تعرف سبب فشلك كي لا تسقط فيه مرة اخرى. ثق بنفسك فالثقة هي مفتاح النجاح ، قد يكون سبب فشلك هو الافتقار الى الثقة الجسدية و النفسية الكافية . نظم أفكارك و حاول ان ترسم خطة واضحة ليكون لديك دهن صافي . كيِّف عقلك على ان يعتمد خططا و عادات جديدة اكثر نفعا لك من  القديمة. ابدأ بالأمور الصغيرة خطوة خطوة تصل الى ما تريد ، فالأمور الصغيرة قد تتراكم لكي تعطيك زخما هائلا قد يغير حياتك . تحل بالصبر فلا شيء يأتي بسرعة و تذكر هدفك الذي تسعى اليه دائما لأن الوعي الذاتي ضروري جدا كي نستعيد الحافز لتبدأ من جديد. 

تذكر عزيزي  القارئ أنك مهم  لنفسك و أنك كلما حاولت اقناع عقلك الباطن ان كل شيء ممكن كلما اقتربت من الرجوع الى المسار الصحيح ، حتى لو لم تكن تعلم كيف تحقق ذلك لكن الأقوال السحرية التي تلمس العقل تنفع في الكثير من الأحيان .

ليس العيب ان نفقد مسارنا الصحيح لكن العيب أن نكمل فيه ولا نعود!

1