
يعتبر التواصل الفعال أمر مهم جدا داخل الأسرة سواء بين الزوجين أو بين الوالدين والأبناء أو بين الإخوة. فهو يساهم في تقليل سوء الفهم الذي قد يقع أثناء الحديث والذي قد ينتج عنه خلافات تنتهي في بعض الأحيان إلى تدمير العلاقات بين الأفراد.
ويعتبر الاستماع الفعال من أهم المهارات التي يجب التدرب عليها لتواصل ناجح وفعال بين أفراد الأسرة.
نعرف الاستماع الفعال بالقدرة على فهم واستيعاب المقصود مما يقال بشكل واضح ودقيق ويشمل الانصات الجيد الى الفرد المتحدث والتركيز معه والاستماع إلى ما يقوله سواء عبر الكلام وحتى ما يعجز عن التعبير عنه بالكلام ويعبر عنه من خلال الإشارات الجسدية.
يعتمد الاستماع الفعال على أدوات عديدة، نذكر منها:
– الانتباه التام للفرد المستمع للطرف المتحدث وعدم انشغاله بشيء آخر مثل الهاتف أو التلفاز أو أن يكون ذهنه مشوش أو فكره شارد. يدل تركيز المستمع على تقديره واهتمامه بما يقوله المتحدث.
– عدم مقاطعة المتحدث ومساعدته على التعبير عن كل مشاعره الخفية
– التركيز على المتحدث وعلى مغزى الكلام من خلال التواصل البصري وحسن استخدام الإشارات الجسدية من إيماءات وتعبيرات وجهية مشجعة للاستمرار في الحديث
– مراقبة لغة جسدك لأنها تعبر عن موافقتك، اهتمامك، تفهمك، حسن استماعك أو العكس
– التغذية العكسية بتلخيص ما قاله الطرف المتحدث والتأكد من حسن الاستيعاب للمقصود من الكلام
– إظهار التعاطف تجاه الطرف الأخر ومحاولة فهم مشاعره وتصرفاته وعدم إصدار الأحكام عليه واستخدام عبارات مثل “أفهم موقفك” أو “أقدر شعورك”
إن اختيار المكان والوقت المناسبين للحديث والاستماع باهتمام وتركيز والبقاء على موضوع واحد دون التشتت ومناقشة المشكلة بهدوء ومحاولة فهم وجهة نظر الطرف الآخر دون إصدار الأحكام كلها أمور مهمة لفهم احتياجات كل فرد داخل الأسرة وتلبيتها وبالتالي تعزيز العلاقة بينهم وتقليل التوتر والصراع الناتج عن سوء الفهم.
بقلم مديحة