تعتبر الأسرة النواة الاساسية للمجتمع وحسب الدراسات فان وظيفية الاسرة  هي التي تعمل على تحصين الحياة النفسية للافراد داخلها وتضمن استقرارها واستمراريتها . 

ان التزام أفراد الأسرة بالوسطية في احترام الحدود،  شيء  ضروري  اذ ان عدم احترام الحدود  قصور والافراط فيه قصور أكبر .

فاحترام الحدود من طرف كل افراد الاسرة  يضمن العيش الجماعي بامان وسكينة بمكان دائرته البيت وإشعاعه أكبر من ذلك بكثير ، والمشاركة في انشطة الاسرة والدفاع على استقلاليتها  كخلية حية من الشروط الضرورية التي تضمن استمراريتها .هذه هي المشاركة الفعالة للافراد في تنمية الاسرة وضمان ازدهارها اقتصاديا مع مراعاة  الرعاية  الكافية للافراد و في حال اصابتهم بامراض جسدية او اضطرابات نفسية  مثلا .

 فالأدوار تختلف من فرد الى اخر فالاب لابد ان يكون حكيما كفاية لتعليم أبنائه  الركن الأساسي من أركان العيش المشترك . والام لابد أن تكون عطوفة وعقلانية  لتعي جيدا أن كل تقصير في اظهار الحدود مع زوجها أمام ابنائها سيجعل الأطفال مستقبلا غير قادرين على الالتزام بهذه الحدود معها او مع الاب او فيما بينهم  . وليس من الضروري ترسيخ مبدأ الحدود بالعنف والترهيب  لدى الأطفال ولكن ينبغي تتبع خطوات مدروسة  لترسيخها بسلاسة  وقابلية . وهنا يبقى دور

 الاستشارة الاسرية واضحا في المساعدة على تخطي وعلاج الاختلالات في حال وجودها .

الاسر النووية

 يكون التزام الآباء والأمهات  بهذه الحدود والعمل بهذا المبدأ في كل مناحي الحياة الزوجية والأسرية أمرا ضروريا ، لأنهما الصورة  النموذج لأبنائهم،  فنجاح الأسرة الاصلية في التفاوض والتزام الحدود بين أفرادها يعني نجاح الافراد مستقبلا   في رسم حدود  سليمة داخل  اسرهم الجديدة.باعتبارهم ازواجا و اباء مستقبليين لأسر جديدة.  

        وهنا اكدت معظم الدراسات الحديثة  في علم النفس   عن دور العاىلات الاصلية  في ترسيخ الوظاىف الأساسية لدى افراد الاسر الجديدة، عبر ما يسمى بالصورة العاىلية التي تصبح فيما بعد نموذجا يحتدى به عند الازواج الجدد ، فمهما حاول الشخص التخلص منها تبقى في اللاواعي وتحرك تفااعلاته مع شريكه ،  مكونة  بذلك اعتقادا قويا لا يعرف كيف يحيد عنه  في طريقة عيشه لنموذجه الخاص به. 

 الاسر الممتدة 

حينما تكون الاسرة ممتدة ، فلابد من التاكيد على ان امتداد الأجيال من جيل لاخر أمر لا يتجزا من الأسرة الوظيفية حيث ينمي النموذج الذي تكون فيه مشاركة الأجداد  فعالة  داخل الاسرة،  حظوظ الابناء الشباب في الانتاج واالانفتاح والابتكار والتجديد في كل المناحي التي تؤدي الى ازدهار الاسرة ورقيها . في حياة اسرية فيها نوع من السلاسة والمتعة  ، فيكون الاجداد راضين عن دورهم في  القيادة المعنوية الرصينة محصنين الاسرة من عواصف التضارب والصراع على السلطة . وهنا يظهر دور الحدود أيضا في ضمان هذا الانتقال السلس من الاجداد الى الابناء ثم الى الاحفاد  وهنا  يمكن  التأكيد على تأثير التشوهات السلوكية لدى الاسر الاصلية  على مسار الحياة  على امتداد الاجيال.

1