
يستهين كثير من الآباء بعملية تربية أبناءهم ويراها أنها أمر سهل. فتجدهم يهتمون بنظافتهم وطعامهم ولباسهم وتحصيلهم الدراسي. كل هذا مهم وضروري إلا أن هناك ما هو أعظم من ذلك. فبجانب الحاجيات الأساسية، هناك احتياجات نفسية يجب علينا تلبيتها لأطفالنا وهذا الأمر يتطلب منا كآباء تعلم ومعرفة بخصائص كل مرحلة عمرية يمر فيها طفلنا وفهم احتياجاته النفسية خلالها والسعي لتلبيتها. هدفنا هو تحقيق التوازن النفسي للطفل وهي مسؤولية تقع على عاتق كل مربي.
إذن ما هي هذه الاحتياجات النفسية التي يجب علينا كآباء توفيرها لأطفالنا؟
أطفالنا يحتاجون إلى:
– الحب: يحتاج الطفل أن يشعر أنه محبوب. فمن المهم أن نعبر بالكلمات لأطفالنا عن حبنا لهم وأن نتقبلهم كما هم وأن نحضنهم عدة مرات في اليوم. فالتواصل الجسدي ضروري لبناء علاقة حب مع أبناءنا.
– الاحترام والتقدير: كلمات المدح والتقبل مهمة جدا لأن من خلالها يكون الطفل صورته عن ذاته ويكتسب تقته بنفسه. فانتبه إلى ما تقوله لطفلك طول اليوم فهذا ما سيحدد شخصيته المستقبلية.
– الأمان: الطفل يحتاج أن يشعر أنه جزء مهم من أسرته وأنه في أمان معها وأن هناك رعاية ودفئ ومودة ودعم بين أفراد الأسرة.
– الحرية: يحتاج الطفل أن يتحدث ويعبر عن رأيه ومشاعره بدون خوف. وأن يخوض تجارب جديدة قد تكون في بعض الأحيان مختلفة عما مر به الآباء وأن يكون مستقلا و يقوم باختيارات لنفسه. فاعطه مساحة لذلك وتقبل أخطاءه وعلمه كيف يستفيد منها وكيف يتحمل مسؤوليته.
الاهتمام: من خلال إعطاءهم الوقت واللعب والاستمتاع معهم بالرغم من الضغوطات والمشاغل الأخرى في حياتنا. بالإضافة إلى الجلوس معهم والاستماع إليهم وإيصال فهمنا لهم ومشاركتهم في أخد القرارات المنزلية كقواعد البيت أو مكان قضاء العطلة.
أخيرا، المربي الناجح هو الذي يعتبر سلوكيات أطفاله المزعجة عرض ونتيجة لعدم إشباع أحد احتياجاتهم النفسية. فبدلا من أن يركز على تعديل سلوك إبنه، يسعى لبناء علاقة إيجابية معه ثم إشباع احتياجاته النفسية.
بقلم مديحة