يؤكد العلماء المختصين في علوم التربية انه اذا كان الطفل عاجزا احيانا عن مواجهة متاعب الحياة اليومية دون مساعدة الكبار،فان التلميذ خلافا لذلك يفتخر بكونه قادرا على مواجهة المصاعب التي تعترضه في المدرسة دون حاجة الى الاستنجاد بالكبار ، فالطفل له ماضيه ايضا منذ الولادة وهذا الماضي هو الذي يحدد جزءا كبيرا من سلوكه المستقبلي.
فحسب العلماء ليس من الطبيعي ان يحجب التلميذ صورة الطفل لدى والديه كما لا يمكن لصورة الطفل ات تحجب صورة التلميذ امام اساتذته لان ذلك يعرقل نموه وتطوره ويحول دون تبلور شخصيته، فالطفل يحتاج الحنان والدعم العاىلي في حين ان التلميذ يواجه المصاعب المدرسية دون شكوى ويرغب في ان يتم التعامل معه كما لو كان كبيرا .
ومن بين المصاعب الطفل المشاكس داخل المدرسة مثلا قد تكون له اضطرابات مزاجية في كثير من الاحوال كرد فعل عن وضعية صعبة يعيشها داخل اسرته كما يؤكد العلماء النفسانيين ان ما يعيشه التلاميذ المشاكسون من مصاعب ومتاعب لا يجب ان نتركهم في حيرة داخلها ،وحتى ولو كانت تلك المصاعب تدور في فضاء مدرسي فلا بمكن ان يكون مردها المدرسة بل تكون نتيجة انعكاسات المشاكل التي يعيشها التلميذ داخل اسرته، اذا حاولنا النظر الى هذه المصاعب دون البحث في عمق اسبابها تكون محاولتنا دون جدوى لان ذلك لن يغير من سلوك التلميذ شيئا بل على العكس من ذلك قد يزيد وضعه صعوبة وسوءا ، لان المتاعب التي يدخل فيها التلميذ ستنبعث من جديد كما تنبعث الاعشاب الضارة بعد نزعها اذا لم يتم اقتلاعها من جذورها.
وهنا نعود الى دور المعلم او المدرس فليس عليه ان يواجه الصعوبات النفسية التي يتخبط فيها تلاميذه كما لو مان معالجا نفسيا بل ان تاثيره الذي يمارسه في نفس التلميذ يكتسي اهمية كبرى ويمكن ان يكون دوره اجدى من دور المعالج احيانا،اذا كان المدرس ذو شخصية تتميز بالتفهم وينعكس ذلك سلبا اذا كان قليل التفهم وشخصيته حادة . كما ان دور المدرسة يبقى دون جدال رئيسيا في الوقاية النفسية ما دام الشباب يقضون فيها المرحلة الاطول من حياتهم قبل البلوغ وليس من الصحي ان يقتصر دورها على تكوين العناصر الاكثر تفوقا مع اقصاء الاخرين .