
يحدث التثليث العلائقي عندما يتجادل شخصان ويعجزان عن التواصل بشكل جيد وحل المشكلة، فيلجأ أحدهما إلى إشراك طرف خارجي ثالث من أجل اتخاد القرار والانحياز الى أحد الجانبين. وقد يكون هذا الطرف هو صديق أو أخ أو الحماة أو في بعض الأحيان أحد الأبناء.
في السطور الآتية، سنركز على التثليث الأبوي، ماذا نقصد منه، علاماته وعواقبه على الأطفال.
التثليث الأبوي يحدث عندما يكون أحد الوالدين غير قادر على حل الخلاف مع شريكه، فيقوم بإشراك أحد أطفاله بينهما على الرغم من عدم نضجه العاطفي الكافي للتعامل مع المشكل بهدف دعم وجهة نظره والتخفيف من توتره وقلقه.
ومن علامات التثليث، وضع الطفل دائما وسط الصراعات الوالدية وإشراكه في إعطاء رأيه والانحياز إلى أحد الجانبين، انتقاد الوالد الآخر والتقليل من شأنه أمام الطفل، وكذلك نجد تلاعب أحد الوالدين بمشاعر هذا الطفل باستخدام الرفض المحتمل للوالد الآخر.
ماهي عواقب التثليث على الطفل؟
للتثليث الأبوي أضرارا كبيرة على شخصية الطفل الذي يقع عليه التثليث وكذلك على صحته النفسية. فالطفل يرى أبويه وتفاعلاتهم وأقوالهم وسلوكياتهم قدوة له وهما نموذج يعتمده لبناء ديناميكياته العلائقية المستقبلية. وبالتالي سيكرر هذه الأنماط السلوكية الغير صحية التي لاحظها من سوء التواصل وعدم القدرة على حل النزاعات في علاقاته المستقبلية وسيجد صعوبة في بناء علاقات صحية.
من جهة أخرى، قد نتسبب للطفل في الشعور بالذنب اتجاه الشجار الوالدي والمسؤولية عن سعادة الأسرة. بالإضافة إلى وضع الطفل في موقف اختيار أحد الوالدين والانحياز إليه مما سيشعره بالضيق لأنه يحبهما معا ومن الصعب عليه اختيار أحدهما على حساب الأخر.