البارانويا اضطراب وظيفي ، وهذه الكلمة من اصل لاتيني “paranoia “مكونة من شقين : بارا “para ” ومعناها : بجانب ، ونوا ” Noos” ومعناها : العقل . والمصاب بهذا الاضطراب يعيش في شك دائم واحساس بالتهديد والاضطهاد من طرف مجهولين او حتى العائلة والاصدقاء ، ويقوم بتحليل الاقوال والافعال والمواقف بشكل خاطئ ، ومن خلال ما راكمه من تجارب وخبرات يكون هذيانه منسقا ومنطقيا ولا مكان فيه للهلاوس البصرية او السمعية ، مما يجعل التشخيص صعبا بمكان .
يصيب هذا الاضطراب الرجال اكثر من النساء وخصوصا بعد عمر اربعين سنة.
بقيت اسباب البارانويا مجهولة لمدة طويلة ، وحسب دراسات علمية يمكن ان نختصرها في :
-اسباب عضوية : كالآفات الدماغية المجهرية ، او الصدمات الرأسية ..
-تناول يعض المواد السامة كالكحول والمخدرات وخاصة الكوكايين ..
-التعرض للضغط العصبي “stress “.
-اسباب نفسية واسرية وهي الارجح مثل التعرض للغدر و المؤامرات ، والطفولة البئيسة مثل التشرد و قتل الاهل ..
التشخيص يجب ان يتم بواسطة اخصائي نفسي ،واعراض هذا الاضطراب هي :
-سوء الظن والشك الدائم بمن حوله مع رسم السيناريو الأسوء بحيث يعتبر المصاب ان كل حركة وكل كلمة وكل موقف بأنه مؤامرة لإيذائه .
– التفسير السلبي بشرح كل شيء بأنه موجه ضده ،وحتى بعد تقديم الادلة لا يصدقها ويتعمد سوء الفهم ، ولا يعتذر عندما يكتشف الحقيقة .
-مهارة المراء لا فائدة من الجدال معه لانه بارع فيه ومن لايسايره يدخله مباشرة في دائرة الشر .
-الانعزال وعدم افشاء اسراره لاي كان ، لكي يكون في مأمن من الخطط الشريرة التي تحاك ضده .
– العدوانية على نفسه (الانتحار) اوضد الاخرين .
-اللجوء الى وسائل متطورة كالكامرات لمراقبة الناس .
– تضخم الذات “orgueil” فهو يتوقع ان الخطر محذق به لانه ناجح وعظيم والكل يغار منه ويريد النيل منه .
– غياب محاسبة النفس و عدم الاحساس بالذنب لانه انسان بارد الا في حالة خاصة وهي التي يكون فيها هذيانه مركزا على انه هو المعتدي على الناس وانه لا فائدة ترجى منه فيدخل في حالة اكتئاب رئيسي ،مما سؤدي به الى الانتحار ليريح الناس منه .
علاج البانويدي صعب ومعقد لانه ينكر اصابته ويمكنه ان يدخل الطبيب والمعالج في دائرة المتآمرين عليه ، وقد يكون هذا العلاج بالادوية “neuroleptiques ” اذا غلب على حالته الهذيان ، ام العلاج النفسي فهو مهم جدا حصوصا اذا اظهر المعني بالامر بعض التعاون مثلا اقناعه بالابتعاد عن التحليل المفرط لتصرفات الاخرين . ومن طبيعة الحال يجب مساعدة المصابين في الاقلاع عن الكحول والمخدرات ، ونترك الايواء في المستشفى للحالات العدوانية الشديدة كمحاولة الانتحار وايذاء الاخرين .
الدكتورة الدكتورة ايتلحاج فاطمة
– [ ]