* تعريف الانحرافات الجنسية:

    هى السلوكيات المنحرفة جنسيا في أيه صورة من صور الإشباع بطريقة غير طريقة الجماع الجنسي الغيري (مع الجنس الآخر) حيث تصبح هذه الصورة الشاذة هي الصورة المفضلة أو الوحيدة للنشاط الجنسي.

وهى تكرار الانجذاب الجنسى لأشياء أو لأنشطة جنسية غير معتادة، وتستمر لفترة زمنية لا تقل عن ستة أشهر، كما أنه ينتج عنها مشقة وكرب وخلل وظيفى.

* أسباب الانحرافات الجنسية:

    وتشير البحوث والدراسات في هذا المجال إلى أن أسباب الانحرافات الجنسية متشابكة ومتعددة، فلم يتمكن العلماء حتى الآن من تحديد سبب عضوي ذي علاقة بهذه الانحرافات، إلا أنهم من خلال دراسات البيئة والتعلم الشرطي للعادات السيئة تمكنوا نوعا ما من تحديد بعض هذه الأسباب وفقا للدليل التشخصيى والإحصائى للإضطرابات النفسية الخامس ((DSM5 وذلك على النحو التالي:

1.الاضطرابات النفسية الناتجة عن أعطاب طبيعية (بيولوجية) كخلل الجهاز العصبي الذاتي أو خلل الجهاز التناسلي أو اختلال إفرازات الغدد والبكور الجنسي أو تأخر البلوغ أو العقم ونقص الخصائص الجنسية الثانوية أو البلوغ الجنسي

2.عوامل عصبية بيولوجية :هناك احتمال ان الأندورجيات (هرمونات مثل التيستوستيرون) يؤدى دورًا فى الإنحرافات.

3.العوامل العضوية كالأمراض المعدية والأمراض العقلية وموانع الاتصال الطبيعي والإصابات والعاهات والتشوهات الخلقية.. الخ.

4.الأسباب النفسية، مثل الصراع بين الدوافع والغرائز، وبين المعايير الخلقية والقيم الاجتماعية، وبين الرغبة الجنسية وموانع الاتصال الجنسي، والإحباط الجنسي ومخاوف الجنس، والنكوص الإنفعالي والتكيف، والخبرات السيئة والعادات غير الصحيحة، وعدم الشعور باللذة والسعادة مما يدفع الفرد للجنس كمصدر للحصول على اللذة المفقودة، الكحول والإنفعال السلبى

5.الأسباب البيئية والحضارية والثقافية والمرضية واضطراب التنشئة الاجتماعية في الأسرة والمجتمع والصحبة السيئة وسوء الأحوال الاقتصادية ووفرة المثيرات الجنسية..الخ..

* تصنيف الانحرافات الجنسية:

   تتعدد تصنيفات الانحرافات الجنسية، فهناك من يصنفها إلى:

(الجنسية الفمية- الجنسية الشرجية – اللذة والولع بالأوساخ – التصوير الفاضح- السادية الجنسية- الماسوشية – الاحتكاك الجنسي – التطلع الجنسي (السيكوبوفيليا): الحصول على اللذة عن طريق مشاهدة عملية الجماع الجنسي بصورة مباشرة أو بالتخفي – الاستعراض الجنسي – عشق الذات (النرجسية): وفي هذا النوع يعشق الفرد ملذاته الجنسية وينغمس فيها أو يحب منظره لدرجة أنه قد يغازل نفسه في المرآة، كما قد يعجب المريض بقدراته الجنسية ويعظمها أشد تعظيم.

– الاستجناس (اللواط، السحاق): ويقصد به الميل الجنسي القوي وحب الاتصال بشخص من نفس الجنس – جماع الأطفال- جماع الشيوخ والمسنين – جماع الأموات- البهيمية الجنسية: وهي الحصول على اللذة الجنسية باستخدام الحيوانات – جماع المحرمات- العادة السرية- الانقلاب الجنسي: وهو الحصول على اللذة الجنسية عن طريق التشبه وأخذ ميزات الجنس الآخر، فالرجل المنحرف يتشبه بالنساء والمرأة المنحرفة تتشبه بالرجال- الفيتشية- البغاء: وهو الاتصال الجنسي في مقابل مادي مع عدة أشخاص بدون وجود عاطفة.

التصنيف طبقًا للدليل التشخيصى والإحصائى للإضطرابات النفسية (D S M 5) هي:

– سلوكيات تستمر مدة لا تقل عن ستة أشهر، وأن يتسبب فى المشقة الملحوظة أو مشكلات فى تفاعل الفرد مع الآخرين، وتتمثل هذه الاضطرابات فى:-

1- الفتيشية : التعلق الجنسي باى ادوات أو ملابس تخص الجنس الآخر إلى درجة بلوغ النشوة من جراء لمسها أو رؤيتها، وهذا عادة يكون نتيجة للكبت النفسي.

2- عشق الأطفال والمحارم: استخدام الاتصال الجنسى مع الأطفال غير البالغين، وتكون الإثارة الجنسية نحو الأطفال أقوى بكثير مقارنة بدرجتها إتجاه الراشدين.

3- التلصص: مراقبة الآخرين المطمئنين سواء العراة أو المشاركون فى نشاط جنسى.

4- الاستعراء الجنسى: إظهار الاعضاء التناسلية لشخص غريب.

5- التحرش الجنسى: الحصول على اللذة بمجرد الاحتكاك أو لمس مع الطرف الآخر.

6- السادية: الحصول على اللذة الجنسية عن طريق إيقاع الألم والقسوة على الطرف الآخر في العملية الجنسية.

7- المازوخية أو الماسوشية: وهذه على العكس تماما من السادية حيث يكون الحصول على اللذة الجنسية عن طريق الإحساس بالألم وتعذيب الذات.

* الآثار السلبية للانحرافات الجنسية:

   إن لمشكلة الانحرافات الجنسية أبعادا وآثارا متشعبة ومتعددة، وسنتناول فيما يلي أبرز هذه الآثار السلبية، والتي تتمثل في التالي:

1- الأضرار الصحية

2-  الأضرار النفسية

3-  الأضرار الاجتماعية

4-  الأضرار الفكرية والعقائدية

* الإجراءات الوقائية: بصورة عامة تتمثل الإجراءات الوقائية في التالي:

1.إنشاء مراكز رعاية الطفولة والأمومة وتزويدها بالمختصين المؤهلين للتعامل مع مثل هذه الأضطرابات.

2.توفير خدمات التوجيه التربوي والإرشاد النفسي ومحاولة تكثيفه على فئة المراهقين والأطفال.

3.الاهتمام برعاية الشباب رعاية مركزة شاملة لجميع الجوانب الحياتية.

4.توفير الرعاية الصحية الأولية اللازمة لجميع الفئات.

5.توفير المسكن الصحي الملائم.

6.توفير الأماكن العامة للترويح عن النفس ومحاولة ضبطها كي لا تعود بعكس الهدف الذي صممت من أجله فتكون أماكن تجمع للمراهقين ونشر السلوكيات المنحرفة.

7.توفير فرص العمل لكل مواطن قادر على العمل، وإعداده وتدريبه وفق ميوله وإمكاناته لأن البطالة تعتبر من أهم مقومات الانحرافات السلوكية.

8.التشجيع على تكوين الجمعيات الأهلية وتزويدها بالإمكانيات اللازمة.

9.سن القوانين والتشريعات الاجتماعية التي تكفل حقوق كل الأفراد على حد سواء.

10.سن التشريعات الخاصة بشروط العمل بحيث بحيث تقدر العامل وتعمل على إشباع حاجاته النفسية المختلفة كالحاجة للنجاح والتقدير وحرية المناقشة والمبادرة.

11.توفير الضمان الاجتماعي المناسب.

12.صرف المرتبات للعمال بما يتناسب وجهودهم في العمل من جهة، وما يكفل لهم ولأسرهم سد الاحتياجات المادية المختلفة من الجهة الأخرى.

13.إنشاء مؤسسات متخصصة لإصلاح الأحداث وإعادة التكييف وجعلها دور علاج بدلا من دور مصادرة للحريات الشخصية أو ممارسة أنواع التعذيب العقابية المختلفة.

14.توجيه وسائل الإعلام الوجهة السليمة بحيث تخدم المجتمع وتنمي الروح الدينية لدى الأفراد.

15.إنشاء النوادي الرياضية والثقافية والشبابية بغرض شغل أوقات الفراغ بما يمكن من خلاله تفريغ الطاقة الزائدة.

* علاج الانحرافات الجنسية:

  إن مشكلات الاضطرابات الجنسية بمختلف أنواعها تعتبر مصدر من مصادر التهديد لأي مجتمع إنساني حيث أن عواقبها تستمر فترات طويلة وتتناقل تأثيراتها عبر الأجيال ويمكن تحقيق ذلك عن طريق:

1.العلاج النفسي:

–  التحليل النفسي للمنحرف (المريض) استخدام فنيات التحليل النفسى لمحاولة معرفة السبب أو الأسباب الرئيسية التي أدت إلى ظهور وتشكل هذا السلوك.

– العلاج السلوكى المعرفى: العلاج بالتنفير – واستخدام اجراءات معرفية لمواجهة التفكير المشوه – التدريب على المهارات الإجتماعية – التدريب على التعاطف تجاه الآخرين.

2.العلاج الجماعي والمساندة التفاعلية وتعزيز الشعور بالانتماء للجماعة، تحسين العلاقات الاجتماعية بصفة عامة.

3.التوجيه والإرشاد النفسي.

4.العلاج الطبي باستخدام العقاقير الطبية والهرمونات لتقليل الدوافع الجنسية لدى المريض.

أما بالنسبة للأطفال والمراهقين بصورة خاصة، فقد أشار دوجلاس توم في وصاياه العشر إلى ضرورة مراعاة التالي في العملية العلاجية:

1.الاهتمام بالتربية الجنسية في مراحل الطفولة في الحدود الدينية والعلمية.

2.تهدئة المخاوف وتعزيز الإيمان بأن الخطر الذي يهدد صحة الفرد الجسمية والنفسية نتيجة لسوء العلاج أكثر خطرا من السلوك المنحرف نفسه.

3.فهم الفرد ومعرفته والتأكد من الأسباب الحقيقية للانحراف قبل الشروع في العلاج.

4.الفحص الدقيق والشامل للوقوف على أي سبب يثير التهيج.

5.تجنب الإسراف في العناق والتدليل وغير ذلك من الأفعال التي تثير الميول الجنسية.

6.شغل أوقات الفراغ بالأنشطة المجدية.

7.عدم اللجوء إلى التهديد أو العقاب أو إثارة الانفعالات كي يتغلب الفرد على مشكلاته السلوكي.

1