
فترة الخطوبة هي فترة للتعارف بين الشريكين المحتملين. وهذا التعارف لا يجب أن يقتصر على المعلومات السطحية مثل اللون المفضل والأكلة المفضلة وبلد الأحلام. بل يجب أن يتضمن معلومات تفهم من خلالها الطرف الثاني بعمق وكذلك اتفاقات على أساسيات الحياة الزوجية. فإلى جانب الاحترام والتفاهم والصداقة، من المهم الوضوح بين الطرفين للتخفيف من المشاكل التي قد تنتج مستقبلا نتيجة الاختلافات الموجودة بينهما ولضمان نجاح العلاقة الزوجية وتكوين أسرة متزنة.
فمن بين الأمور التي يجب معرفتها عن الشريك قبل الزواج هي توقعاته من الزواج ومن زوجه، علاقته بأسرته، كيفية التعبير عن الحب داخل أسرته، أهم الأشخاص في حياته وطبيعة العلاقة بينهما، قيمه، صفاته، نقاط ضعفه، مخاوفه، التحديات التي مر بها في حياته، الأحداث المؤلمة للطفولة، إنجازاته، إخفاقاته، أحلامه وطموحاته الشخصية والأسرية والمهنية، اهتماماته، أصدقاؤه المقربين، كيفية الاتصال بالخالق، كيفية تعبيره عن الغضب، كيفية تعامله مع الضغوطات اليومية، كيفية تعبيره عن الحب، ما الذي يسعده، ما الذي يحتاج إليه، حدوده، أولوياته، اهتماماته وغيرها من المعلومات التي نحصل عليها من خلال طرح أسئلة على شريك الحياة لمعرفة عالمه الداخلي بعمق أكثر.
من جهة أخرى، هناك بعض الأمور التي يجب الاتفاق عليها قبل الزواج، ندكر من أهمها:
– كيفية تقسيم المسؤوليات عليهما وتحديد الأدوار: الشيء الذي سيساهم في التخفيف من التوتر الناتج عن أداء جميع المهام من طرف واحد والتقليل من النزاعات التي تنتج غالبا عن هذا الأمر.
– الشؤون المالية: وهي من أهم الأمور التي يجب مناقشتها. وتخص كيفية إدارة المال وحجم الديون والوضع المادي للأسرة الأصلية ومسؤولية كل شريك اتجاهها وميزانية البيت ومسؤولية كل واحد منهما في النفقات.
– إدارة العلاقات العائلية والاجتماعية: المقصود هنا معرفة حدود كل طرف في التعامل مع الأسرتين فيما يخص الزيارات والأعياد وكذلك حدود العلاقة مع الأصدقاء والزملاء.
– الإنجاب والتربية: من المهم الاتفاق على وقت الانجاب وعدد الأطفال والاتفاق على نهج تربوي موحد يساهم في نمو أطفال متزنين نفسيا.
إن معرفة شريك الحياة بعمق هو أمر ضروري لتعميق العلاقة بين الشريكين وتعزيز التواصل الإيجابي بينهم. مما يزيد من التعاطف بينهما وبالتالي سيسهل على كل طرف من فهم رادات فعل شريكه واحتواءه في مختلف المواقف التي قد تحصل مستقبلا.
بقلم مديحة