الانسان هو سلسلة من الصدمات المتتالية وربما اول صدمة نفسية في حياة الفرد هي لحظة الولادة، فبعدما استقر له مقام الدفىء والغذاء المتصل متى احتاجه اذا به يضطر ان ينضغط حتى تتداخل عظامه فيفاجأ بالضوء الساطع والضحيج المزعج فتتفتح رئتاه للهواء رغما عنه، فيطلق صرخته الاولى معلنا نهاية الراحة الاولية.
وحينما يتم عامه الثاني تبدأ ايام الفطام الطويلة وهي صدمة اخرى حيت ينقطع عن الطفل دلك الاتصال الامن بالام ويفقد شعوره بالامان من الجوع وهنا تضطره تلك الخبرة ان يعتمد على نفسه ويبدأ رحلته ليصير نفسه وتصبح هاته المرحلة علامة فارقة بين الأنا والاخر.
_ الألم نمو وتجدد:
نحن اذا ننمو من خلال الالم، ونلاحظ دلك اشد ما يكون عند التئام الكسور، وكذلك جروح النفس تحتاج تعاملا خاصا لاصلاح الاذى الذي خلفته الخبرات السلبية وتكمن اسوأ درجات الادى في الضرر الذي تلحقه بالصورة الذاتية وهنا يتردد مفهوم الخزي وهو شعور عامر بعدم القيمة والاستحقاق والذي عبر عنه احد العملاء بقوله <> وهذا هو المعنى العميق للخزي، ودلك لان الاساءة في مرحلة الطفولة تأتي في وقت لا يكون فيه الجهاز النفسي في طور النضج فلا يفرق الطفل بين مسؤوليته ومسؤولية الاخرين.

كيف يمكن تجاوز الأذى ؟
يمكننا القول ان هناك خطوطا عريضة للشفاء من الايذاء تتضمن رغبة الفرد نفسه في تخطي الازمة وهنا يرى المعالج استعمال اسلوب او اكثر للمساعدة : العلاج النفسي او العلاج الدوائي او كليهما .
هل نروي الإساءة أم لا؟
ترى المعالجة مارسي كارب ان سرد تفاصيل الإساءة هي خطوة ممهدة لتجاوز الاساءة لانها تختم تفاصيلها بالخزي الذي سيشعر به صاحب التجربة فإن لديه ما لا يمكن البوح به ويضل السر الذي يخفيه داخله يتغدى على محاولات التشافي ، ومن هنا يبني المعالج خبرته ليختار ما يناسب كل حالة تعرض عليه ويمكن القول ان الاحتياج لسرد التفاصيل يتناسب مع مدى رفض صاحب التجربة وخزيه منها . واذا اختير الخوض في تفاصيل الخبرة فلا بد ان يتم دلك بين يدي مختص وفي بيئة آمنة.

1