تختلف الثقافات وكدى التقاليد من مجتمع الى اخر ومن بيئة الى اخرى ومن مكان الى مكان وهدا التنوع يجعلنا امام مجموعة من الاختلافات في السلوك وردت الفعل والنظرلأمور الحياة بما فيها الأمور الاسرية. وبحديثنا عن هده الأخيرة وعن الزواج لفت انتباهي نموذج لثقافة الصحراوية وكيفية نظرتها لطلاق وطريقة تعاملها معه.
الطلاق هو انفصال أحد الزوجين عن الاخر أي حل عقد النكاح. هدا هو المتفق عليه لكن الاختلاف يوجد في نظرة العالم له، فكل مجتمع ونظرته ولكل ثقافة طقوس واعراف وعادات تشكلت وشكلت هدا المفهوم بطريقتها الخاصة وكمثال لهدا سأتحدث عن الثقافة الصحراوية داخل الدولة المغربية والموريتانية.
تميزت هاته المناطق بنظرة مستقلة و متميزة لمفهوم الانفصال و من بين عاداتها الاحتفال بالطلاق وتقدير المرأة المطلقة و اعتبارها دات تجربة كافية و رزانة و دراية و قدرة على قيادة اسرة جديدة اكثر سعادة و كدى تحتل المطلقة مكانة و قيمة خاصة و هدا تعززه القبيلة و تساهم فيه و لا يحسسونه بالنقص بل التميز, فهي بالنسبة لهم ليس امرأة ضعيفة او سهلة او متاحة لا بل يرونها قوية, مستقلة , سيدة قرارها و حرة و هي الوصية على نفسها و كرامتها و لا يمكن لأي مخلوق ان يدنسها او يحسسها بالدونية , و لأجل هدا اعتبرت المرأة المطلقة رمز للجمال المكتمل و المرتبط بالنضج و الانوثة الحاضرة كجوهر و كشكل .
ادن اعتبرت الثقافة الصحراوية داعمة للمرأة المطلقة وهدا يقييها من الإضرابات والحزن والوحدة والوحدة وايضا يجعلها تمضي بقوة واقبال على الحياة و تعتبر ان الانفصال ليس أكثر من تجربة ككل التجارب لكن الأساس والجوهر هي وهكدا تظل متمركزة على نفسها في دائرة التوازن النفسي وبهذا تبقى واقفة على ارض صلبة مشافيه لكل الارتباطات ومحبة لكل ما تعيشه.
الكوتش : بوركع رشيدة