تعتبر المرأة هي ركيزة أساسية في المجتمع لكونها تساهم في نشأة جيل اخر ؛ لكن وللاسف الشديد أصبح مفهوم المرأة ككيان جد منعدم والإطار الذي وضعت فيه المرأة أشبه بجسر مقطوع الحافيتين بحيث اعتبرت كوسيلة اواذات تستخدم لغاية فقط وذلك كله تحت تحيزات خفية لن تستشعرها الا المرأة الواعية بذاتها والمقدرة لنفسها؛ صحيح أن للمرأة دور في المجتمع لكن من تركها تؤدي دورها كما يجب من دون مغالطات ودون اتهامات ودون لفها بمشنقة الأفكار الهدامة والالتباسات المخالفة لكيانها كامرأة ؛ يلبسونها التهم ويغالطونها بدافع أنها ناقصة عقل ودين ولو فهمو الدين حق فهمه لوضعو للمرأة تاج الهمم ؛ وإذا تحدثنا عن تكريم المرأة فلا نجد افضل مما كرمها به الإسلام هو الذي أعطاها اول حقها في التعبير والمشاركة الجماعية فلا تلبسوها الباطل باسم الحق ؛ فالحق برئ منكم ومما تفترون ؛ هناك من يتزوجها كخادمة فقط وهناك من يتزوجها لأرضاء أبويه وهناك من يتزوجها بدافع الشهوة قليل من يتزوجها لروحها ويقدرها حق التقدير ؛ هناك من استشعر فيها الوعي وخاف منها وبذل كل مجهوده ليستنزف طاقتها لأنه يخاف أن تكشف ستار أفكاره المشوهة متى نعلم أن ما مزرعه نحصده سواء في ارض او بن أو امرأة .
ومثالا على تقدير المرأة في الإسلام عمر رضي الله عنه وقف واستمع لنصيحة عجوز حتى طال به الوقوف وقال 🙁 لو حبستني من اول النهار إلى آخره ما تحركت من مكاني ؛ أتدرون من هذه العجوز هي خولة بنت ثعلبة سمع الله قولها من فوق سبع سماوات ؛ ليسمع الله رب العالمين قولها ؛ ولايسمعه عمر ) وان دل هذا على شئ فهو يدل على عظم مكانة المرأة في المجتمع فالله لم يعط الفضل للرجال فقط بل للنساء والرجال على السواء ؛ فالمرأة فاعل أصيل في المجتمع والله لا يفرق في الثواب بين الرجل والمرأة لقوله عز وجل:
(ومن عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن لننحينه حياة طيبة ؛ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ماكانو يعملون ) سورة النحل
رسالة للازواج والزوجات بأن العلاقة بين الرجل والمرأة هي علاقة تكامل وليس صراع
فالمرأة الواعية هي من تضع حدود نفسها وترسم إطارها الاجتماعي بيدها دون الاستسلام للتشوهات الممارسة عليها ؛ وتجعل الشريعة هي التي تحكمها وليس الفكر المشوه للمجتمع ؛ تجعل دينها دليلها وتستلهم قوتها من خالقها وتسير في دربها بكل عز وفخر
كوتش سارة الحرادي
