تعتبر مرحلة الطفولة في علم النفس ، مرحلة الارتكاز الاساسي  في بناء الشخصية الانسانية بأبعادها و انماطها .


مراحل الطفولة
مرحلة ما قبل الميلاد : حيث يمر فيها الجنين بسلسلة من التطورات النمائية ، و التي تتأثر من خلالها بمجموعة من العوامل البيئية الخارجية و العوامل الداخلية النفسية  للام الحامل ليصل بعدها لمرحلة الاستقلال النسبي فيما يخص العمليات الحيوية.
مرحلة الرضاعة : هي مرحلة بناء الانفعالات الايجابية و السلبية لدى الطفل عبر التفاعل العاطفي بين الام و الطفل
مرحلة الطفولة المبكرة  (3_6) : تعلم التحكم في عملية الاخراج .  سرعة في النمو الشخصي و الانفعالي ، ظهور الصورة العامة لشخصية الطفل ، تكوين و بناء المفاهيم و القيم الاجتماعية ، تعلم الخبرات و المهارات الحركية .
مرحلة الطفولة المتوسطة (7_9  ) : الاستقلال عن الوالدين .اتساع دائرة المحيط الاجتماعي . قابلية تعلم المهارات الاكاديمة .
مرحلة الطفولة المتأخرة (9_12) : او ما قبل المراهقة
يزداد فيها التنميط الجنسي بشكل كبير ،قدرة الفرد على تحمل المسؤولية و التحكم في الانفعالات.تكوين القيم الاجتماعية و السلوكية و هي من انسب المراحل لاتمام عملية التطبيع الاجتماعي .


احتياجات الطفل الرئيسية في مرحلة الطفولة :
١ الحب دون قيد او شرط
٢ الحماية نفسيا و جسديا
٣ التقدير في حدود المعقول
٤ حسن الاستماع و التفهم
٥ تحمل المسؤولية و رسم الحدود
٦ الاستقرار و الامان
٦ ايقاظ المواهب و تطوير الفضول


مدى تأثير تجارب الطفولة على تكوين شخصية الانسان
عدم الحصول على الاحتياجات الضرورية اثناء الطفولة ، يجعل نظرتنا لدواتنا و للعالم من حولنا نظرة مشوهة و قد اكدت نظرية التحليل النفسي لذا فرويد على ان للتجارب المبكرة و دوافع اللاوعي دورا هاما في تنمية الشخصية ،حيث يتم اقصاؤها من الوعي الشعوري الى العقل اللاشعوري و لا يزول تأثيرها حينها بل يستمر إلى ان يؤثر على سلوك الفرد لاحقا مما يؤدي الى حدوث القلق و الصراع النفسي
تنبث العقدة من صدمة عاطفية   ، ثم ينسى الانسان سبب الصدمة و لكن العقدة تظل حية في نفسه ” فرويد


لماذا علينا الاهتمام بالتجارب الصعبة للطفولة المبكرة ؟
ليس الهدف عيش المر مرتين بتصفح دفاتر ماض ولى و لكن من منا يتصور ان  تأثير التعرض لموقف صعب او لصدمة في سن الاربع سنوات قد يستمر معك لسن الخمسين و اكثر  و لهذا ففهم العلاقة بين ما نتعرض له في طفولتنا و الصعوبات التي نحياها اليوم هو بداية في طريق التعافي .

طبعا ليس كل من مر بتجربة صعبة في طفولته ،  سيعاني في حياته فهناك عوامل و فروقات فردية يجب اخذها بعين الاعتبار لكن الكثير من الاشخاص الذين يعانون من اعراض جسمانية لم يعالجها الطب ، اشخاص لديهم صعوبات في العلاقات و في مسايرة مستلزمات الحياة الاجتماعية و المادية ، اناس عانو ا من القلق المزمن و الاكتئاب ، من ادمان الكحول و تعاطي المخدرات ، او  حتى الانتحار  ، كان السبب هو تجارب الطفولة القاسية .
احصائيات
احصائيات  صعوبات و اضطرابات ناتجة عن تجارب الطفولة المبكرة
  الاكتئاب   ٥٠%
ادمان الكحول ٦٠ %
العنف الاسر ٧٥%
الانتحار ٧٥%
ادمان المخدرات ٧٥%

الخلاصة :

نحن لم نعد كما كنا ، شيء ما وقع جعلنا نبني اسوارا حول ذواتنا ، نخلق ذاتا مزيفة نحمي بها انفسنا  , تعرضنا لشيء افقدنا  تلك التلقائية و العفوية ، اصبحنا نثق اقل، نخاف و نحذر اكثر ، كبتنا مشاعرنا في اعماقنا و فقدنا الثقة في انفسنا و في الاخرين، و محاولة طمس الطفل الداخلي فينا و إسكات صوته سبب في كل تلك الاضطرابات النفسية و السلوكية التي  نعاني منها بل و نحاول التعايش معها كأنها سمة ولدنا بها و سنموت بها و هذا مناف للحقيقة ، فالحمد لله ان الامر ليس مصيرا ابديا و لكن اهم خطوات التشافي هي إعادة اكتشاف الطفل الداخلي عبر عدة طرق سنتطرق لها بشكل علمي  مفصل في المقالات القادمة بإذن الله و قوته

بقلم عاتكة التايك

1