
قبل الخوض في تجارب الطفولة المبكرة أشير في البداية إلى أن الطفولة المبكرة هي الفترة النمائية الحرجة من حياة الطفل تبدا من الحمل حتى العمر خمس سنوات،فهي المرحلة الأهم التي تشكل شخصيتنا وهويتنا وتؤثر في سلوكياتنا وتعبئ جعبتنا حتى آخر يوم في حياتنا.
أما تجارب او صدمات الطفولة المبكرة فهي المحن التي نمر بها في مرحلة الطفولة المبكرة التي قد تؤدي إلى العديد من المشكلات مع تقدم العمر ،وبشكل مبسط وأيسر فصدمات الطفولة هي التجارب المريرة التي تتعرض لها في مرحلة طفولتك أثناء تنشئتك إما تكون تجارب مؤلمة أو قاسية ممكن تصنيفها إلى مشكلات أسرية ومشكلات في المدرسة كالصدمات النفسية مثل:الإهمال او الهجر من أحد الوالدين ،القسوةفي التعامل ونقصد بها الحرمان العاطفي ،معاملة أحد الوالدين أو الإخوة بعنف،إصابة أحد الوالدين بمرض عقلي أو نفسي،الغيرة بين الإخوة والمقارنة بينهم او بين الأقران ،تعاطي المخدرات في المنزل،الإعتداء الجنسي،العنف البدني والعاطفي والنفسي،التنمر،تجربة الإقتراب من الموت،كوارث طبيعية أو الحروب او حادث مفاجئ.وكل هذه الصدمات لا تعد لحظات عابرة تمر معنا في طفولتنا فحسب بل إنها تعيش معنا عمر وتؤثر فينا ولو لم نتذكر تفاصيلها إذ عندها تاثير علينا في قلة الثقة بالنفس ونقص الثقة بالآخرين،وإلى مشكلات نفسية متعددة كعقدة النقص او الإكتناز القهري او الخوف من زيارة الطبيب او كره الجنس الآخر… بالإضافة إلى التأثير في المشكلات الجسدية الناتجة عن زيادة القلق والتوتر والخوف وقلة النوم وكثرة الكوابيس كارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب…
كل هذه الأمور فهي بمثابة تركة ثقيلة ترهق كاهل الشخص الذي يعاني وهو في سن الطفولة في حين نجد الأشخاص الذين عندهم ذكريات جميلة في مرحلة الطفولة يتمتعون بصحة أفضل وحالات اكتئاب أقل واحتمالية أقل للإصابة بالأمراض المزمنة لما أصبحوا بالغين وكبار في السن.
ومن هنا أنصحك أخي،أختي حاول أن تقنع نفسك أن الماضي قد رحل فعش الحاضر الآن ولا تسمح بذكريات الطفولة السيئة تتحكم بحياتك أكثر بعد الآن لأنكما تستحقان حياة كلها راحة وسعادة.
كوتش سميرة زغلول