سعادة الأطفال في ألعابهم

اللعب دعامة أساسية في تكوين شخصية الأطفال وتنمية قدراتهم ومهاراتهم الحسية و الحركية ،فهو من الممارسات الضرورية اللازمة سواء في البيت أو في المدرسة خصوصا من السن الثالثة إلى السن العاشرة،إذ يعتبر صحيامن الناحية العاطفية والذهنية و الجسدية.فالطفل من خلال اللعب يستكشف ويطور ذاته ويكتسب عدة مهارات منها الإجتماعية كالتواصل والتفاعل مع الٱخرين ،فهو يتعلم يحترم دوره في اللعب ويتبع القوانين ويتعلم النظام ويتعرف على مفهوم الجماعة كما يتعلم التعاون واحترام الآخر وكذا احترام مشاعر الٱخر وحل المشكلات والنزاعات التي تواجههم،وأيضا يكتسب مهارات ذهنية ،فاللعب يساعد الطفل في تنمية القدرات الفكرية والعقلية كما يساعده على تنمية العمليات العقلية البسيطة التي يقوم بها من خلال اللعب من تركيب وتجميع وتحليل، وكذا يتعلم مفردات وأفكارا جديدة.أما جسديا فاللعب له منافع كبيرة ،فلقد اثبثت الدراسات أن اللعب يفيد الطفل السمين كحرقه للذهون والطفل الضعيف كاكتسابه صحة جيدة ونمو سريع.بالإضافة إلى مهارات أخرى تخص الثقة بالذات ،فمن خلال اللعب يستطيع الأطفال اتخاد القرار بأنفسهم وكذا إحساسهم بالإكتفاء الذاتي والثقة ومعرفة قدراتهم كما يعطي اللعب فرصة للتعبير عن مشاعرهم وبالتالي يخفف لديهم التوتر النفسي و يستطيعون بذلك التغلب على الخوف والخجل والتردد.

وإذا تكلمنا عن اللعب بين الماضي و الحاضر فالملاحظ أن الأجيال السابقة من الأطفال استمتعت باللعب جيدا إذ كان الأطفال يلعبون في الطبيعة ،الشارع،الحي…يمرحون،يجرون،يقفزون،يفجرون الطاقة ويلعبون بألعاب بسيطة وممتعةولكن اليوم مع الأسف اللعب مختلف ،فالأطفال أصبحوا يلعبون في شقق محدودة محبوسين بين الجدران مع البالغين وهذا راجع للوعي السلبي للٱباء الذي تملكه الخوف على أبنائهم إذ لم يعد الأطفال يلعبون خارج البيت مع أقرانهم وجيرانهم خوفا عليهم من حوادث السير أو الإختطاف أو الإغتصاب ناهيك عن أغلب الأمهات تمنع فلذات أكبادهن من اللعب خوفا من اتساخ ملابسهم وأجسادهم وكذا خوفا من الإصطدامات العنيفة التي تخلف جروحا أو كسورا أو كدمات،هذا بالإضافة إلى الألعاب الإلكترونية التي اغلبها ألعابا مدمرة تفقد أعصابهم وتعلمهم الأنانية وتجعلهم منعزلين إنطوائيين.

فاللعب إذن وسيط تربوي وطريقة ثانية للتعلم فيها متعة ولذة،فهو وسيلة لتفريغ الطاقات والحاجات النفسية المكبوتة لديهم.لذا يتوجب على الوالدين والمربين تشجيع الأطفال على اللعب وجعلهم منسجمين مع محيطهم للتٱزر واللعب الجماعي المرح لجعلهم سعداء بألعابهم.

كوتش سميرة

1