
يعتقد الأزواج أن الأطفال هم سر استقرار الحياة الزوجية وسبب السعادة الحقيقية داخل أي أسرة وتؤمن النساء خاصة أن الأمومة هي أصدق إحساس على وجه الأرض وهي لا تدرك أن وصول عضو جديد في الأسرة سيسلب منها وقتها وحنانها وحبها مما سيؤثر بالسلب على علاقاتها بالآخرين وبالتأكيد زوجها.فالزوجين في بداية الزواج يشعران بالحب واللهفة إلا أن هذه المشاعر تقل نسبيا في غضون السنة الأولى بعد ولادة أول طفل إذ ينخفض الرضا عن الزواج فيكون الأطفال سببا في تحول العلاقة العاطفية بين الزوجين إلى الأسوأ وذلك للأسباب الٱتية:
*فبانخفاض الرضا بين الزوجين تنخفض السعادة الزوجية وتزداد الصراعات المتكررة عن ذي قبل إذ يشعر الزوجان بالإرهاق من حجم العمل الذي يتطلبه رعاية الطفل.
*يعود معظم الأزواج إلى الأدوار النمطية فيتخلى كل واحد منهما عن دوره كحبيب ويكتفي بدور الأب والأم كدور أساسي.
*تراجع جودة التأثر بالجنس بعد ولادة الطفل الأول وذلك راجع للتغيرات الجسمانية للمرأة والتعب والإرهاق الناتجان عن قلة النوم والإجهاد الناتج عن القيام بدور جديد يتطلب مجهودا قد يقلل من الرغبة الجنسية.
*يتم فقدان وقت الفراغ عند الأسر التي لديها أطفال صغار باعتبار أن الأطفال يستوعبون كل الوقت والطاقة الذين يمكن الإستفاذة منهما فلم يعد هناك إمكانية أو وقت للخروج مع الأصدقاء بمفردهم فيما تشعر الزوجة بأنه لم يعد لها أي وقت لتفريغ طاقتها السلبية بعيدا عن عبئ المسؤولية مما يؤثر على حالتها النفسية.
*التواصل: فأغلب المشاكل الزوجية سببها عدم وجود مهارة التواصل فالأزواج الذين يتواصلون بشكل فعال لديهم القدرة على الإستمتاع والإستجابة بشكل غير دفاعي لاحتياجات أزواجهم بحيث نجد أن الزوجين الحزينين يورثان طريقة التواصل نفسها لأولادهما هذا بالإضافة إلى اقتصار تواصل الزوجين على أنشطة ومطالب الأطفال فقط.
وهنا نصيحتي للزوجين اللذين ينتقلان لمرحلة الأبوة أن يزورا أخصائي أسري لمتابعة جلسات العلاج الزوجي وذلك لتشجيعم على إعادة النظر في التزاماتهم وأولوياتهم وتشجيعهم على التواصل مع بعضهم البعض على مستوى أعمق مما كانا عليه وعلى التواصل على مستوى الإحساس وليس فقط على مستوى مطالبهم.
كوتش سميرة زغلول