الاسرة هي البيئة الاولى للتربية وهي المنشأ الأولي لاكتساب مجموعة من العادات والسلوكيات التي تنطبع في العقل اللاوعي وتبقى مع الإنسان كبصمة تخصه وتشكل كيانه اذا لم تتم برمجتها مع الوقت ؛ فإذا كانت الانفعالات في الأسرة تؤدي إلى التحدث بألفاظ رديئة وأمام الاطفال فحذاري من هذه السموم التي تزرع بينكم وتغرسونها في اطفالكم فأنتم بذلك تساهمون في زراعة اطفال مشوهين نفسيا..

وهذا التشوه يرافقهم مدى الحياة ويساهم في تبنيهم لسلوك غير سليم في حياتهم مثل احتقار الذات وجلذها والخوف المرضي وكذالك عدم القدرة على التعبير عن احتياجاتهم …..ويشكل ايظا الانفعال اللفظي للأسرة نوعا من التحيز والعزلة خوفا من الانفعال وخروج ألفاظ غير محببة ومعززة الحقد واحيانا للكره الصامت ,والانفعال اللفظي أيضا يعبر عن عدم تقبل الذات واحترامها وعن عدم التقبل والسماح للمشاعر السلبية بالرحيل مما يؤدي احيانا للدخول في صراعات نحن في غنا عنها.

وهذا كله يشكل افكار في الاواعي بأن الحقيقة الطبيعية للبشر هي الانفعال اللفظي بحيث تجد الإنسان ينفعل لأتفه الأسباب ويعتبر نفسه على حق بل ويعزز نفسه من خلال انفعالاته بحيث تجده يتباها في كونه انفعل على فلان أو فلان ويحس بقيمته الذاتية من خلال ذلك الانفعال وهذا ما يشكل خطراً على وعيه وصحته النفسية بحيث أن قيمة الإنسان الحقيقية ليست في المنافسة في الصراعات وربح الانفعالات بل القيمة الحقيقية للإنسان في تصالحه مع نفسه ومعرفة ذاته الحقيقة قيمة الإنسان في عطاءه وفي المبادئ السامية الراقية وليس في الانفعالات التي تعمل عمل جرعة السم البطيئ في نفسية الأفراد والمجتمع وكما جاء عن ابي هريررضي الله عنه قال النبي (ص) { ليس الشديد بالصرعة وانما الشديد الذي يمسك نفسه عند الغضب } حديث متفق عليه.

ولتفاذي كل هذا فيجب تعزيز الحوار البناء وذالك باحترام الحدود واحترام الذات واعطاء الفرصة في إبداء الآراء دون انتقاذ هادم أو انتقاص ومن دون أحكام مسبقة;والإيمان بأن كل ما يقره عقلك ويخرجه فمك يتجسد في واقعك اذا انت تريد واقع جميل لا يدفعك الانفعال اللفظي فأخرج كل ماهو جميل فيك من مشاعر وافكار وألفاظ.

كوتش سارة الحرادي

1