الإرشاد الأسري
عرف الإرشاد الأسري تقدما ملحوظا منذ منتصف القرن العشرين ، ولكنه مازال يعرف تخبطا كبيرا في وطننا العربي ويرجع ذلك الى عدم وجود تعليم اكاديمي واضح في هذا المجال ، الشيء الذي ينتج عنه تطفل كل من هب ودب ،ولهذا يجب على المرشد الاسري ان يكون واعيا بمدى دقة هذا التخصص الحساس ،وان يكون متوفرا منذ البداية على قدر كبير من العلم الذي سيمكنه من حل مشاكل الاسر كالطلاق والادمان ..وان يكون ملما بالمشاكل النفسية كالاكتئاب (dépression )والفصام(schizophrènie) وغيرها.
كما انه يجب ان تكون له ومجموعة من الخصال كالاخلاص والاصالة وحس الفكاهة،كما انه يجب ان يكون ملما بالادبيات المنظمة للعلاقة مع العملاء بكل مهنية كالحفاظ على اسرار الاسر والافراد « secret professionnel «
وعدم اقحام ذاته في مشاكل العملاء ،ومحاولة نسيانها خارج اوقات العمل ، كل ذلك مع الاحتفاظ على علاقة من الاحترام المتبادل والايجابي .
في نظري ،اهم ما يمكن ان يميز المرشد عن غيره هو ان تكون له افكار ومواقف واضحة مستمدة من ايديولوجية شاملة ومعتبرة .
ويعتبر الدين الاسلامي من اروع المناهج واشملها على الاطلاق ،واكبر دليل على ذلك الحضارة الاسلامية التي استمرت خمسة عشر قرنًا,بلغ فيها الرقي الانساني اوجه . وتقدمت فيها البشرية في جميع المجالات ، مع الاحتفاظ على القيم والمبادئ ، كانت حقا حضارة البشر وليس فقط حضارة الحجر ،وصدق سيدنا عمر حينما قال “نحن قوم اعزنا الله بالاسلام ،فاذا ابتغينا غيره اذلنا الله “
الدكتورة ايتلحاج فاطمة
