أصبحنا نعي جيدا أن هناك اختلافات طبيعية بين المرأة والرجل، سواء فيما يخص التفكير أو التعبير عن المشاعر أو وجهات النظر أو طريقة حل المشاكل أو غيرها من الاختلافات الثقافية والاجتماعية. وهذا يؤدي إلى خلافات تبقى مستمرة بين الزوجين وتمثل 69 في المائة من المشاكل التي يختبرها الأزواج حسب دراسة قام بها الباحث النفسي د. جوتمان.

إلا أن هذه المشاكل لا تدمر العلاقة الزوجية بقدر ما تفعل طريقة تعاملهما مع الصراع وشكل الحوار الذي يتخذونه خلال الدقائق الأولى من النزاع. هذا المؤشر الأخير هو ما يمكن د.جوتمان من التنبؤ بمستقبل العلاقة بين الزوجين بنسبة تصل إلى 93 في المائة.

يتحدث د.جوتمان عن 4 سلوكيات خاطئة يقومون بها الأزواج أثناء الصراع تؤدي إلى فشل العلاقة وأطلق عليها اسم الفرسان الأربعة وهي:

1- النفذ: هو المكان الذي يتعرض فيه الشريك للانتقاد في هويته وشخصيته فيتعزز لديه الشعور بالهجوم. ولكي تتجنب الوقوع في النقذ، ركز على التعبير عن مشاعرك اتجاه الموقف الذي أزعجك ثم وضح لشريكك احتياجاتك بدلا من اتهامه ولومه. فعلى سبيل المثال زوجة تشعر بالإرهاق نتيجة كثرة المهام التي تقوم بها، يمكن أن تطلب المساعدة لزوجها بقولها “أنا أشعر بالإرهاق من كثرة المهام التي أقوم بها، أنا أحتاج أن تساعدني وتهتم بالواجبات المدرسية للأطفال. هذا سيشعرني بالارتياح” بدلا من أن تقول له أنت غير مبالي، لا تساعدني…

2- الدفاعية: يستخدمها الطرف الثاني عندما يشعر بهجوم شريكه. ويكون الرد على الانتقاد الذي تعرض له من خلال تقديم شكوى مضادة أو لعب دور الضحية للهروب من تحمل المسؤولية أو باللجوء إلى تقديم الأعذار. مما يزيد من تصعيد النزاع بدلا من مناقشته وحله. وبذلك ينصح د.جوتمان بتحمل المسؤولية وتقبل وجهة نظر شريكك و تقديم الأعذار عن أي خطأ تم ارتكابه عن قصد أو غير قصد.

3- الازدراء: هو المكان الذي تتحدث فيه من مستوى أعلى مع شريكك فتشعره أنك متفوق عليه سواء كان ذلك بالكلام أو بالسلوك. يعتبر د.جوتمان هذا المؤشر هو أكبر مؤشر لتنبأ الطلاق. وينصح بالعمل على بناء علاقة قائمة على التقدير والاحترام والتركيز على الصفات والسلوكيات الإيجابية لشريكك والامتنان لها.

4- المماطلة: هي الانسحاب من أي محادثة مع الشريك أو تأجيلها لوقت لاحق. تكون بداية بهدف تجنب الصراع لكن قد تنتهي مع التعود إلى عدم التفاعل بين الشريكين. يشعر هذا السلوك الطرف الثاني بالرفض والهجر والتخلي. ينصح جوتمان في هذه الحالة بتعلم التهدئة حيث يقوم الزوجان بأخذ وقتا للراحة ثم يعودان لإنهاء حديثها عندما يشعران أنهما مستعدان.

بقلم مديحة

1