من أشد الأمور قسوة على الإنسان ان يقارن نفسه بالآخرين، خاصة ان كانت المقارنة من النوع الغير بناء. فمقارنة نفسك بالآخرين لا يمكن الا ان تكون عقيمة. لأن الناس يتفاوتون في جيناتهم و في تركيبتهم الجسدية و النفسية ، و في قدراتهم الذهنية و في تنشئتهم الاجتماعية . وهذه كلها أمور لا تجعل المقارنة عادلة. ليعلم كل واحد منا اننا اتينا هنا مختلفين ، لكل منا رحلة خاصة مختلفة كل الاختلاف عن الآخر، الظروف التي مهدت لي قد لا تكون ممهدة للآخر و العكس كذلك.و الانسان الواعي لا يسقط في فخ المقارنة ، لأنه ذات مستقلة يعيش حياة مستقلة و تجربة مستقلة ، وينبغي ان يصب تركيزه على ذاته و نفسه و ان يتنزه عن المقارنة بالآخرين ، ينبغي عليه ان يركز على ماذا حقق و ماذا لم يحقق ، ما نجح فيه وما لم ينجح فيه ، ان يقارن بين ما يطمح الى تحقيقه و ما قد حققه بالفعل …. هذا النوع من المقارنات هو الذي يعمل على  تنمية وتطوير شخصيتنا ، أما المقارنة مع الآخرين فلا تضعك إلا أمام الفشل و الاحباط و احتقار الذات. وجب على كل منا ان يتميز بما وهبه الله من اشياء ، ان يصنع توليفة الخاصة و يرضى بما كتب له من خير و يطمح في المزيد دون النظر الى الاخرين. و قد أصبح فخ المقارنة و الوقوع فيه اسهل بكتير مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي ، تتبادر الى ذهن الانسان هالة من الاسئلة “كم يلزمني من الوقت كي اصبح مثل فلان؟” فالإنسان لا يجب ان يعمل و يكد كي يصبح مثل الآخرين .و ما الحياة الا سكينة و طمئنينة و بال هادئ نسعى إليه ، فلنبق بعيدين عن المقارنة بالاخرين و لنكن متميزين بما نحن عليه فذاتك تستحق منك التقدير و الافتخار.

1