لاشك ان كل انسان له ماض دفين مليء بالذكريات الحزينة والسعيدة مخزنة داخل صندوق العقل الباطني  تطفو في سطح الحاضر كلما ظهرت للانسان احدى الاشياء المتعلقة بها سواء اماكن او اشخاصا او افعال صدرت عن اناس في حاضره  تذكره بردود فعل كانت في الماضي  . ناهيك عن  شريط عريض من التفاصيل الكثيرة التي تتزاحم بالذاكرة  والتي هي شبكة معقدة من صنع الخالق واحدى الاعجازات التي لازالت لحد الان لم نجد لها اجوبة شافية علميا.ان ذاكرة الطفل الصغير لابد ان تعكس لديه مع التطور  العمري مجموعة من الزوايا في الرؤيا وتحدد شخصيته من مرحلة الى اخرى . فالذكريات  مهما كانت بسيطة تكون دينامية نفسية تتحرك  داخل الانسان   كلما  لاحتت في وعيه فان كانت سعيدة تركت أثرا ايجابيا وان كانت ححزينة تركت نوعا من الاسى   كذكريات الفقد والصدمات  مثلا وهذه الذكريات التي تترسخ لدينا كبشر هي التي تعود الى اذهاننا فنجد انفسنا نكرر بعضها ونتجنب البعض الاخر سواء في تصرفاتنا او ردود افعالنا سواء كنا فرادى او داخل جماعات .هذه الداىرة المغلقة التي تحاصر الذهن البشري هي مسرح تفاعلاته  وفي نفس الوقت حافزه الى السير قدما نحو المستقبل . فالطفل الصغير تتاسس علاقته بوالديه انطلاقا مما ترسخ في ذاكرته من حنان وعاطفة منحاها له دون  تصنع فيجد نفسه متعلقا بهما مهما طال عمرهما. والزوجة  تتاسس علاقتها بزوجها من خلال  ما احتفظت به ذاكرتها له من مودة ورحمة تقوم عليها الطمأنينة  لكليهما داخل البيت فحتى ان كبرلا تتغير عاطفتها نحوه  وبادلته مواقف طيبة تجعلها داىمة الود والاخلاص له ، عكس ذلك اذا احست منه الغدر والخيانة فيكون  الانفصال العاطفي  مصير علاقتهما خاصة مع مرور الوقت وتسلل الملل والرتابة الى الحياة الزوجية ومنها الى الحياة الاسرية ككلهذا ان لم تتفكك ركائز الاسرة  فتعصف ريح  الطلاق والاصل ان البساط الاسري في هذه الحالة  كان عبارة  عن نسيج عنكبوت  واه تفتت بذكريات عن  صدمات  وانتكاسات  دفينة .

1