المقالة رقم 21 :

                          هل السعادة الأسرية حالة دائمة؟

   في الحلقات العشرين الماضية، تقاسمت معكم رؤيتي حول ما يلزم معرفته حول:

  – بناء مشروع مجتمعي (الزواج)

  -تأسيس أسرة

  -تربيه الابناء الى حين استقلالهم عنا كآباء ليبدؤوا من حيث بدأنا.

رؤية حاولت من خلالها اظهار الجوانب المشرقة في أسمى علاقة اجتماعية (العلاقة الأسرية)

لكن هناك أسئلة مهمة تطرح نفسها:

  -هل يمكن لحياتنا الاسرية ان تسير بشكل مستقيم؟

  -هل يمكن ان نعيش الاحداث السعيدة فقط؟

   -أليست هناك تحديات قد تعترضنا وتسرق منا جزءا من بهجتنا وسعادتنا؟

والجواب طبعا (لا)، لا يمكن لحياتنا ان تسير بخط مستقيم لان ذلك رمز الموت والنهاية، هل يمكننا عيش الاحداث السعيدة فقط، لا يمكن ذلك لان التحديات سنة من سنن الحياة وهي فرصة لتجديد النيات واعادة ترتيب الاولويات، بل وتصحيح العلاقات…

 ومن اشد وأقسى تلك الاحداث التي يمكن ان تعترضنا كزوجين: وفاة أحد الشريكين، امر ليس بالهين على الشريك الاخر، لكنه محتمل الوقوع، الامر الذي يتطلب منا نوعا من الحذر من سلوك يزيد الوضع تأزما انه: الاتكالية هذه الاخيرة مرفوضة في الحياة الزوجية، لان الفقد والاتكالية سيفقدان الشريك المتبقي بوصلة الحياة ويعرضان الكيان الأسري للانهيار بسبب عدم القدرة على تحمل المسؤولية.

   ولتجنب الاتكالية أنصح الزوجين بعدم تبني علاقة على شكل حرف T هذا النوع من العلاقة يكون فيه احد الشريكين معتمد على الاخر، و بمجرد فقدان أحدهما ينهار الاخر، البديل هو العلاقات المبنية على شكل H، فهي علاقات تنبني على نوع من الاستقلالية والتكامل.

مع تحديات اخرى في الحلقات القادمة.

 في امان الله .

1