يعتبر الزواج منذ القدم رابطا عميقا ومقدسا بين الزوجين وهو مرحلة لتتويج علاقة الحب والمشاعر بينها التي انطلقت منذ مرحلة التعارف وصولا إلى الخطوبة ثم الزواج كمرحلة نهائية لبداية حياة مشتركة بين الشريكين ، وإن كانت هذه اللحظة في الغالب تعد الأسعد إطلاقا في حياة الشريكين، إلا أن الوعي بأهمية اللحظة وضرورة الاستعداد الجيد لها نفسيا وجنسيا من أهم العوامل التي تساهم في إنجاحها ذلك أن الزواج يعد بالنسبة للفرد تغييرا كاملا في نمط الحياة ومسؤولية جديدة توضع على عاتق الزوجين وجب الانتباه لها جيدا وحسن الاستعداد لها.

فالعلاقة منذ مرحلة التعارف تحمل في طياتها جملة من الانتظارات الي يأمل الشريكين في تحقيقها وإشباعها من خلال الزواج وبالتالي فإن سوء او عدم التحضير النفسي والجسدي قد يوقع الفرد بعد الزواج في جملة من الأخطاء تتحول بمرور الوقت إلى صراعات بين الزوجين وتؤدي بالتالي إلى فشل العلاقة وحتى الانفصال .

فكيف نستعد للزواج نفسيا وجنسيا لإنجاح العلاقة وبناء أسرة سليمة ومتماسكة؟

1-الاستعداد النفسي للزوجين:

يتم الحديث في الغالب عن التحضيرات اللوجستية والمادية والتجهيزات وما إلى ذلك من المواضيع التي تشغل الشركين قبل فترة الزواج. ولكن عادة ما يتم التغاضي عن الجانب النفسي وضرورة تهيئة الفردين لأنفسهما لخوض تجربة جديدة قد تكون الأهم في حياتهما .

ويصنفه الأخصائيون النفسيون كعامل للضغط العصبي ذلك أن العلاقة بين الشريكين قبل وبعد الزواج مختلفة جدا عن نمط حياتهما وذلك بوجود شريك دائم يتقاسم معك الحياة والبيت وأكثر الأماكن الخصوصية للفرد تتطلب منه الامر حسن الاستعداد لذلك عن طريق الغوص في طبيعة الشريك والدراية الجيدة وسلوكياته وعاداته حتى يتنسى له التأقلم معها والوعي بأن الزواج بداية لتجربة جديدة و مرحلة حياتية جديدة قد تتطلب كثيرا من الصبر والمسؤولية حتى تتأقلم مع هذا التغيير الكبير الذي يرتكز على الحوار الدائم بين الشريكين قبل فترة الزواج عن آمالهم و انتظاراتهم من الزواج و أهدافهم وخططهم .

هناك الكثير من الأمور التي يجب عليك تعلّمها قبل الزواج، ومن ضمنها الاستعداد النفسي، وأبرز ما في:

تعلّم التشارُك
يُعد التشارك هو أهم شيء في الزواج، حيث يتّحتم على الزوجين تشارُك ما تبقّى من حياتهما معًا؛ لذا فمن المهم للغاية تعلّم قيم التشارُك والمُشاركة مع الطرف الآخر، وتدريب نفسك على وجود شخص جديد يجب عليك الاهتمام بسعادته، وشموله في الأحلام والخطط، والابتعاد عن الأنانية أو التركيز على النفس.

أخذ المشورة
اقضِ الكثير من الوقت مع زوجين سعيدين، وخذ مشورتهم ونصائحهم فيما يتعلّق بالحياة الزوجية، وكيف عليك أن تُعامل الطرف الآخر، وكيف تمكنوا من تجاوز الخلافات والمشاكل فيما بينهم، وكيفية الموازنة ما بين العمل والحياة الزوجية، وكل ما يجول ببالك من أسئلة.

دورات ما قبل الزواج
مُتابعة بعض دورات ما قبل الزواج أساسية لجميع الأشخاص؛ لاسيما إذا كان لديك مخاوف من الزواج والارتباط والاستقرار، وفي هذه الدورات سوف تتحدث مع مُستشارين وأخصائيين يُمكنك التحدث معهم بشفافية، وتضمن الحصول على إجابة وافية ومفيدة؛ لأنهم معروفون في حياديتهم وخبرتهم.

التحدّث عن الإنجاب
لا بد من إجراء الحوار عن أطفالكما المُستقبليين قبل الزواج؛ لمُشاركة التوقعات، والأفكار الموجودة لدى كل منكما عن موعد الإنجاب المرغوب به، وللتأكد من رغبات الطرف الآخر في كل ما يتعلق بالأطفال والإنجاب، وذلك لمساعدتكم على التعامل مع التدخلّات الخارجية من العائلة والأقارب والمجتمع حول هذه النقطة.

الحدود الشخصية
قد تمتلك أنت والطرف الآخر احتياجات ورغبات وطرق تفكير مختلفة، لذلك فمن المهم للغاية مُناقشة الحدود الشخصية لكل فرد منكما ومعرفة رغباتكما، وما يُعتبر مقبولًا لكل منكما وما هو ليس كذلك؛ وبهذه الطريقة تكون مُتهيئًا لما ستكون عليه حياتكم الزوجية.

بناء صداقة مع الشريك
لضمان الحصول على حياة زوجية مستقرة وسعيدة، عليكما بناء علاقة صداقة بينكما قبل الزواج، والاستعداد للتعامُل فيما بينكما في جميع معاني وقيم الصداقة بالإضافة لكونكما زوجين.

تقبّل الطرف الآخر
لا يجب أن تضع سعادتك المستقبلية رهن تغير الطرف الآخر؛ لأنه قد لا يتغير بعد الزواج، ويبقى كما هو، لذا فمن المهم للغاية تقبّل الطرف الآخر كما هو والاقتناع به، والشعور بالسعادة معه، دون وضع الكثير من التوقعات والآمال الخيالية على تغيّر الطرف الآخر بعد الزواج، أو حتى تغيير أمور معينة بنفسه.

اكتساب الصفات والمهارات
هناك مجموعة من الصفات والمهارات التي يُفضل أن تمتلكها قبل الزواج لبناء زواج أقرب ما يكون للمثالي، وأبرزها:

التواصل الفعّال؛ بما يشمل التحدث باحترام والاستماع للطرف الآخر، وكذلك التفاعل معه، علمًا أن التواصل مهم بأنواعه؛ اللفظي وغير اللفظي والاتصال الجسدي والإيماءات.
التعاون، والمُشاركة الفعّالة بين الطرفين.
التفاوض لأجل إرضاء الطرفين.
الصبر والمُثابرة والصدق والتسامُح والكرم.
الامتنان والتقدير للطرف الآخر بكل صدق وشفافية.

أهمية الاستعداد النفسي للزواج
من المهم للغاية الاستعداد نفسيًا للزواج، وذلك للأسباب التالية:

-تساعدك على وضع جدول زمني لتحقيق عدة أهداف منطقية لحياتكم المستقبلية.
-مُعالجة مخاوف قبل الزواج التي قد تواجهك.
-تساعدك في تعلّم بعض المهارات الأساسية اللازمة في مرحلة الزواج.
-تُجعلك أقرب من شريكك، وتساعدك في فهم ومعرفة شخصية شريكك بصورة أفضل، وكذلك الأمر بالنسبة لشريكك أيضًا.
-تُسهّل خوض النقاشات الصعبة والمصيرية التي تتعلق في المستقبل بعد الزواج؛ مما يجعل الحياة المستقبلية لكليكما فيها ما توقعه كل منكما من الآخر.

المشاكل النفسية التي تواجه المقبلين على الزواج
هناك مجموعة من المشاكل النفسية التي قد تواجه الإناث والشباب قبل الزواج، ومنها:

المشاكل النفسية التي تواجه الإناث قبل الزواج

*الخوف من أن لا يُحسّن الزواج من حياتها المستقبلية، وبأن حياتها وهي مُستقلة وعازبة أفضل.
*عدم تقبّل الزوج نجاح الأنثى، وأن تكون مكتفية ذاتيًا، ومحاولة إحباطها.
*القلق من أن يكون الزواج موجودًا لتحقيق غايات مادية، وليس من أجل الحُب.

المشاكل النفسية التي تواجه الشباب قبل الزواج

*الخوف من الالتزام؛ حيث يربط الشباب الزواج بالمسؤوليات المُتزايدة، والخسارة المالية.
*فكرة مُشاركة الحياة مع أنثى، وتلقي النصائح والتوجيهات منها لا تُعجب الكثير من الشباب.
*الاضطرار لتغيير الكثير من سلوكياتهم بما يتناسب مع الحياة الزوجية الجديدة؛ مثل الخروج مع الأصدقاء طوال الوقت.

نصائح أخرى للاستعداد النفسي للزواج
نقدم لك بعض النصائح الأخرى للاستعداد النفسي للزواج، والحصول على زواج سعيد:

معرفة كيفية التعامل مع التقلبات المزاجية للطرف الآخر، ومتى تتعامل مع الموقف بصورة جدية.
– استخدام حس الفُكاهة لحل المشاكل بسعادة.

– كن على استعداد للاعتذار من الطرف الآخر عند الحاجة لذلك.
– تعرّف على جميع طُرق تقديم الحب والاهتمام للطرف الآخر، وأيّها مُناسبة له أكثر.

– اقرأ بعض الكتب التي تتحدث عن الزواج مثل كتاب المبادئ السبعة لإنجاح الزواج.

2-الاستعداد الجنسي للزواج

يمثل الجنس ركيزة أساسية في الحياة الزوجية للك وجب التطرق جيدا لهذه المسألة قبل الزواج لتجنب الوقوع في عدة إشكالات على غرار عدم القدرة على إتمام العلاقة الجنسية لأسباب مختلف سواء النفسية أو الجسدية .

وتعد الثقافة الجنسية خطوة أولى لإنجاح الزواج وينصح المختصون الزوجين بقراءة مقالات وكتب حول العلاقة الجنسية والتركيبة العضوية و الفيزيولوجية للرجل والمرأة ومن الضروري هنا التذكير أن المعلومات الجنسية من الضروري أن تكون مكتسبة عن طريق مصادر علمية لأن المعلومات المغلوطة حول الجنس والعلاقة الجنسية قد يؤدي إلى مضاعفات نفسية قد تنعكس لاحقا بالسلب على العلاقة الجنسية وتتسبب في امراض و حالات من أبرزها التشنج المهبلي لدى المرأة.

إن الوعي بالأمراض الجنسية النفسية والجسدية وزيارة مختصين لعلاجها ضروري لإنجاح العلاقة الزوجية سوءا تم اكتشاف المرض قبل الزواج أو بعده .

ومن الأمراض الأكثر شيوعا لدى النساء هي:

  • انعدام الرغبة الجنسية أو انخفاضها
  • التشنج المهبلي: من الإشكاليات الجنسية الأكثر شيوعا لدى النساء وهو عبارة عن خوف مرضي من عملية الإيلاج ناتج في الغالب عن اعتقادات وأفكار مغلوطة مكتسبة لدى المرأة حول العملية الجنسية و يعيق التشنج عملية الإيلاج فتكون في الغالب مستحيلة وإن حدث يصاحبها الم شديد للمرأة

أما بالنسبة للمشاكل المتعلقة بالرجل نذكر:

1