
اللعب عند الأطفال هو مجموعة من الأنشطة الحركية والذهنية التي يقوم بها الطفل خلال حياته اليومية، ويهدف من خلالها عن وعي أو غير وعي لتحقيق التسلية أو الاستكشاف وإشباع الفضول، إضافة للتعرف على العالم والأشخاص حوله وبناء علاقات معهم وتعلُّم كل ما يتعلق بدوره الاجتماعي، وتعلُّم القيام ببعض المهارات والحركات وتفريغ الطاقة
للعب عنوان الطفولة منذ الأشهر الأولى إلى مرحلة المراهقة، وتختلف خلالها طريقة اللعب وطبيعة الألعاب وتأثيرها على نمو الطفل وتطور شخصيته، فاللعب أساسي لتنمية المهارات العقلية والجسدية وكذلك التواصل مع الآخرين، ومن خلال هذا المقال سوف نتحدث عن أهمية اللعب عند الطفل وأنواعه وخصائصه وكيف يؤثر اللعب على شخصية الطفل ونموّه الجسدي والإدراكي.
أهمية اللعب للطفل
يعتبر اللعب من أهم النشاطات التي يفضّل الطفل القيام بها لساعات طويلة دون ملل، لما فيها من مغامرات وتجارب جديدة. ففي كل مرة يلعب الطفل بها يقضي أمتع الأوقات ويكون متناسيًا تمامًا كل ما يدور حوله بسبب تركيزه القوي أثناء اللعب.
يعتبر لعب الأطفال من الأمور المهمة التي تعمل على تنشيط الذاكرة، كما أنها رياضة روحية بالنسبة له تساهم في نمو قدراته الحركية والنفسية والذهنية، وتعمل على اكتمالها خصوصًا عندما تكون طريقة اللعب مناسبة للطفل من حيث العمر والجنس ونوعية اللعب.
فوائد اللعب عند الأطفال
اللعب هو عالم الطفل و وسيلته الأولى للتعبير عن مشاعره وأحاسيسه، بل هو عمل الطفل وشغله الشاغل.
اهتمّ به الفلاسفة والمربون منذ القدم، فلقد ذُكر كثيراً أنّ أفلاطون كان أول من اعترف بأنّ للعب لدى الأطفال فوائد مهمة وقيمة عملية.
ويتضح ذلك من مناداته في كتاب “القوانين”(Laws) بتوزيع عدد متساوي من التفاح على الصبية لمساعدتهم على تعلم الحساب، وبإعطاء أدوات بناء واقعية مصغرة لأطفال سن الثالثة الذين كان عليهم أن يصبحوا بنائين في المستقبل. (ميلر 1968).
وتشمل أهم فوائد اللعب عند الأطفال ما يلي:
- يبني جسمًا صحيًا.
- يبني دماغاً صحياً.
- يعلم الذكاء العاطفي والمنطقي لدى الطفل
- يساعد على التعلم وتدريب الجسم
- يعزز الثقة في النفس لدى الطفل.
- اللعب يبني صداقات صحية وعلاقات رومانسية.
- يصوغ علاقة صحية بين الوالدين والطفل.
- يعلم التعاون والاعتماد على الذات.
- اللعب يعلم الأطفال حل المشكلات.
- اللعب يحفز الإبداع عند الأطفال
- يساعد على الاستمتاع بالحياة
- تخفيف التوتر.
- يعمل على تحسين وظائف المخ.
- تحفيز العقل وتعزيز الإبداع.
- يساعد اللعب الأطفال على تطوير وتحسين المهارات الاجتماعية.
- اللعب يمكن أن يشفي الجروح العاطفية لدى الأطفال.
كما يسمح اللعب للأطفال بالاسترخاء، والتخلص من التوتر، وتطوير المهارات الاجتماعية مثل التركيز والتعاون، وتشجيع تنمية الخيال، وتنمية المهارات الحركية وتعليم التعبير عن الذات.
اللعب عند الأطفال وفوائده النفسية والعقلية والجسدية
كيف يساعد اللعب على نمو الأطفال؟
يسمح اللعب للأطفال باستخدام إبداعاتهم أثناء تطوير خيالهم وبراعتهم وقوتهم الجسدية والمعرفية والعاطفية. اللعب مهم لنمو الدماغ الصحي. من خلال اللعب ينخرط الأطفال في سن مبكرة ويتفاعلون في العالم من حولهم.
أنواع اللعب عند الأطفال
لقد اشتغل علماء النفس بالبحث في ماهية اللعب عند الأطفال وأنواعه وأشكاله ودوافعه وألّفوا في ذلك العديد من المؤلفات والنظريات، لما للعب من أهمية بالغة في مرحلة الطفولة، فهو عالم الطفل الحقيقي.
ولكن من الملاحظ أنّ الأطفال لا يلعبون نوع واحد من الألعاب، ولا بدرجةٍ واحدة ولا بأسلوب واحد، وليسوا جميعاً يفضلون نوعاً واحداً من اللعب.
وحتى إننا لنرى الطفل الواحد يلعب بأكثر من أسلوب وأكثر من نوع واحد، وانطلاقاً من أنّ اللعب يجمع بين النشاط العقلي والجسدي يجدر طرح سؤال رئيس مفاده:
هل يتأثّر لعب الأطفال بمستوى ذكائهم ؟ وإلى أيّ مدى يتأثرون به ؟
تنطوي دراسة موضوع اللعب عند الأطفال بشكل عام على أهميةٍ بالغة لما له من دور كبير في رسم شخصية الطفل و تحديد سماتها وتنمية مواهبه وتحقيق تكيفه الاجتماعي.
واعتباراً لما يشكله مستوى الذكاء من انعكاسات سلبية أو إيجابية على لعب الأطفال وتنوعه وماله من دور في تحديد سمات لعبهم، وهي أهمّ الأسباب التي دفعتني لاختيار هذا الموضوع دون غيره.
يختلف الأطفال كأفراد في أي سن في الكفاية والسرعة التي يتمكنون بها من إنجاز أعمال معقدة وخصوصاً ما كان منها متضمناً استعمال اللغة أو الرموز، وكلما كان تقدير الأطفال مرتفعاً في حلّ المشكلات المعقدة و الألغاز بكافة أنواعها، كلّما اتسع مدى معلوماتهم ومحصولهم اللغوي بالمقارنة بأقرانهم في السن، وكلما ارتفعت درجتهم على اختبار “الذكاء” المكوّن من هذه العناصر أساساً.
إنّ أحسن دراسة معروفة عن الأطفال الموهوبين هي بحث تيرمان Terman في ولاية كاليفورنيا والذي استغرق امداً طويلاً على أطفال تتراوح نسبة ذكائهم بين 140 و 200، وكان هذا البحث يتضمن تحصيلهم العقلي وصحتهم البدنية وتاريخهم المبكّر وخلفيات الأسرة والشخصية بالإضافة إلى مسحٍ لاهتماماتهم باللعب وأنواع الألعاب التي كانوا يلعبونها.
وكان هذا المسح يتم بواسطة استبانات واختبارات كانت تقارن نتائجهم فيها مع ما يؤخذ من نتائج مجموعة مختلفة تحتوي على أطفال من مستوى منخفض إلى مستوى الذكاء الألمعي و إن كانت الأغلبية من متوسطي الذكاء. فوجِدت عدة فروق بين لعب الأطفال الأذكياء و لعب أقرانهم في السن.
لقد كانت ميول الأذكياء للعب مشتملة على أوجه نشاط عقلية أكبر كثيراً إذا ما قورنت بالأنشطة الجسدية و بالتالي كان ميلهم قليلاً إلى الألعاب الصاخبة و اكثر قليلاً للألعاب الهادئة. وكان لعبهم أقرب شبهاً للعب الأطفال الأكبر منهم سناً كما يفضلون اللعب مع الأطفال الأكبر سناً.
وقد أوردت دراسات أخرى نتائج مماثلة عن الأطفال الفائقين في الذكاء وأظهرت إحدى هذه الدراسات أنّ الأطفال الأذكياء يلعبون أكثر من الأطفال المتخلفين بما مقداره خمسون دقيقة يومياً، كما ينفقون حوالي ساعة أكثر من غيرهم في الترويح العقلي، أي في القراءة ومطالعة الأطالس ودوائر المعارف وما إليها بمحض اختيارهم. (ميلر1968).
و في بعض الحالات قد يواجه الأطفال فائقي الذكاء الذين ليس لهم أقران في نفس عمرهم العقلي صعوبات ذات طابع اجتماعي في اللعب.
فهناك تقرير عن أحد الأولاد الذي كانت نسبة ذكاؤه 187 أي قريباً من الدرجة القصوى في اختبارات الذكاء, فلم يكن محبوباً من أقرانه في السن لأنه كان يصرّ على جعل الألعاب شديدة التعقيد لكنّ الأطفال الأكبر منه سنّاً لم يكونوا يتقبلونه أيضاً لأنّهم يعتبرونه أصغر من أن يشاركهم في اللعب.
و بشكلٍ عام إن ّ لعب الأطفال الأذكياء يتميز بأنّه أكثر تنوعاً و تلوناً و أكثر تحايلاً ونضجاً , و على النقيض من ذلك فإنّ الأطفال المتخلفين عقليّاً يُظهرون تجديداً اقل في أنشطة لعبهم و يفضلون الألعاب الخالية من القواعد المعقدة و الألعاب التي يمارسها الأطفال الأصغر سناً.