أظهرت التحاليل التي أجراها الأخصائي النفسي جون جوثمان في جامعة واشنطن على التفاعلات بين الأزواج خلال أوقات الصعود والهبوط ،الروابط العاطفية التي تبقي الزوجين معا ،والمشاعر المدمرة التي تحطم الزيجات ،لدرجة أنه استطاع التنبؤ بالأزواج الذين سوف ينفصلون في غضون ثلاث سنوات بنسبة تصل 94% .(الذكاء العاطفي لدانيال جولمان صفحة 183 ).

هذا يجعلنا نفهم الجانب المظلم من تلك المشاعر التي تقود الأزواج الى الصراع بدل حل المشكلات والمضي قدما باسرهم الى بر الأمان. فالمشاعر هي الدوافع التي تحرك الانسان بعد ما يكون العقل وافق تلك المشاعر ،وقد ثبت علميا أن هناك عقلان عقل عاطفي وعقل منطقي وأن مستقر كل العواطف والمشاعر هي اللوزة لدى الإنسان في الدماغ .فالطبيعي هو أن يكون اتساق بين العقل العاطفي والعقل المنطقي ،ولكننا أصبحنا نرى أن المشاعر هي الطاغية على العقل وهي القائد دون تفكير وبذلك أصبحنا اكثر بدائية .وهذا ما أصبحنا نراه في حياتنا اليومية من سطو عاطفي في جميع مجالات الحياة في غياب تام للعقل. لكن ما يهمنا هنا هي تلك المشاعر التي تدمر العلاقات الاسرية بسبب عدم امتلاكم للمهارات الاساسية للتنسيق بين المشاعر والتفكير ،والتي تم تقسيمها الى خمسة مجالات حسب سالوفي وزميله جون ماير (الذكاء العاطفي لدانيال جولمان صفحة 76 ).

  1. تعرف الشخص على مشاعره الخاصة أو يعرف بالوعي والادراك الذاتي .
  2. التحكم في المشاعر .
  3. تحفيز الذات .
  4. التعرف على مشاعر الغير .
  5. إدارة العلاقات .

وكذلك البعد عن الدين الصحيح الذي يهذب الأخلاق لكلا الزوجين منذ الصغر وبذلك يكتسبون القدرة على ضبط التصرفات التلقائية التي غالبا ما ينتج عنها خلافات تنتهي بالطلاق.

“وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم “[سورة فصلت: 34-36].

1