
يحتاج الوالدين تعلم أساليب إيجابية يستخدمونها لعقاب أبناءهم أو لتعديل سلوك سلبي دون اللجوء إلى المدمرات التربوية التي غالبا ما تضر الطفل أكثر مما تنفعه. فالهدف من العقوبة هو تحسين سلوك الطفل وتعلمه مهارة جديدة ومنعه من ارتكاب بعض الأخطاء تعليمه تحمل مسؤولية أفعاله وليس غرس الخوف فيه والدونية وعدم الثقة بالنفس وغيرها من التأثيرات السلبية التي تظهر لاحقا في شخصية الطفل.
قبل سرد بعض الطرق المسموح بها لعقاب الأطفال، يجب الإشارة إلى أن اختيار طريقة العقاب يجب أن تأخذ بعين الاعتبار سن الطفل، فكل مرحلة عمرية لها طريقتها للعقاب، وأن تتناسب مع حجم الخطأ الذي ارتكبه الطفل وليس حسب مزاج الوالدين.
من جهة أخرى، يجب أن تضع قواعد المنزل والقواعد العامة مسبقا وتعلم طفلك الصواب من الخطأ وتحددا معا العقوبات في حال عدم الالتزام حتى لا تفاجأه بردة فعلك. كذلك يجب أن يكون العقاب مباشرة بعد السلوك السيء خصوصا عند الصغار سنا حتى يسهل عليهم الربط بين الخطأ والعقوبة.
وكفكرة مبدعة، يمكنك إحضار برطمانا تضع فيه كل العقوبات مكتوبة على ورق وفي كل مرة قام طفلك بتصرف غير مستحب يختار عشوائيا ورقة وينفذ ما هو مكتوب فيها.
نقطة أخرى مهمة هو أنه يجب أن تحرص على تعليم طفلك التعبير عن احتياجاته وعن مشاعره. ففي كثير من الأحيان يلجأ الطفل للقيام بسلوك معين كوسيلة للفت الانتباه له أو للتنفيس عن غضبه.
إليك فيما يلي بعض أساليب العقوبات الفعالة:
– نظام المكافآت: وهو نظام يعتمد على جمع النقاط، وكل ما قام الطفل بسلوك حسن يحصل على نقطة وكل ما قام بسلوك سيء أو خالف أحد بنود الاتفاق تقطع منه نقطة. وفي نهاية الأسبوع نقوم بجمع النقاط ومن تم يحصل على المكافأة التي حددناها معه مسبقا. فخصم النقاط كعقاب على السلوك الغير المستحب الذي قام به سينقص من مجموع نقاطه وبالتالي قد يخسر مكافأته.
– الحرمان من امتيازات: تقترح هذه الطريقة حرمان الطفل من أشياء مفضلة عنده لمدة محدودة. مثلا، حرمانه من الخروج للعب الكرة مع أصدقائه يوم الأحد الموالي.
– العزل: يعزل الطفل في مكان معين على كرسي أو في غرفة مضيئة وغير بعيدة عن الوالدين. يبقى في صمت لمدة معينة حسب عمره ويشرح له أن هذا الوقت هو مهم لتهدئته واسترخاءه.
– التجاهل والتغافل: ينصح في بعض الأحيان بعدم الاكتراث إلى ما يفعله الطفل في حالة كان تصرفه لا يشكل خطرا عليه ولا يخل بالأخلاق.
– المناقشة: نناقش بهدوء وحب التصرف الخاطئ مع الطفل ونشرح له تأثيره على نفسه وعلى الآخرين. ونوجهه نحو السلوك الصحيح. مستوى النقاش يكون حسب وعي الطفل. لا ننسى أن أطفالنا اذكياء ويمكنهم استيعاب ما نقوله لهم رغم صغر سنهم.
– طلب تصحيح الخطأ: نعطي فرصة لأطفالنا بتصحيح الخطأ الذي ارتكبوه وقد نقترح عليهم المساعدة في حال عدم قدرتهم على فعل الأمر بمفردهم. بهذا السلوك نكون رسخنا لدى الطفل تحمل المسؤولية عند الخطأ وكذلك التعاون.
– عقوبات أخرى: مثل تقليص وقت اللعب، الذهاب إلى النوم قبل وقته المحدد، تقليل الوقت المستغرق أمام التلفاز أو في الألعاب الالكترونية، القيام بأعمال منزلية زيادة على مسؤولياته المعتادة، إلغاء خطة ترفيهية مبرمجة…
من مسؤولية كل أم وأب تعلم طرق إبداعية لمعاقبة أبناءهم والابتعاد عن الطرق التقليدية المدمرة مثل الصراح والضرب والتهديد لما لها من آثار سلبية على نفسية الطفل وعلى شخصيته فيما بعد.
بقلم مديحة