كوتش عبدو اليازغي

لفهم نظرية الاختيار لوليام جلاسر شاهدت فيديو جميل ورائع جدا، من خلاله استطعت استيعاب هذه النظرية الذكية والتي من خلالها استخلصت لكم النقاط التالية:

  • نظرية الاختيار لإدارة السلوك
  • تطبيق نظرية الاختيار
  • الأسئلة التي طرحها وليام في نظريته

في عام 1996، قدم وليام جلاسر نظرية الاختيار لإدارة السلوك، والتي تقوم على فكرة أنَّ الحب والانتماء من أهم الحاجات الأساسية لدى الإنسان، لذلك فإنَّ استمرارية الإنسان في العيش وتلبية متطلباته واحتياجاته تحتاج إلى الإحساس بالحب سواءً للعائلة أو للأصدقاء أو لأي شخص يهتم به.

 كما تم طرح نظرية الاختيار لإدارة السلوك ثلاث نقاط رئيسية ، وهي كالآتي:

  • أنَّ البشر جميعهم يمتلكون سلوكًا.
  • أنَّ سلوكيات البشر تكون مُختارة.
  • إنَّ الإنسان لديه الفطرة والدافعية لتلبية الاحتياجات الأساسية الخمس، وهي؛ الحب والانتماء، والبقاء، والقوة، والحرية، والمرح.

 وضح وليام جلاسر من خلال هذه النظرية أنَّ جميع سلوكيات البشر يُمكن تغييرها، وذلك في حال التوقف عن التحكم الخارجي؛ لأنَّ السيطرة الخارجية والتركيز عليها تعد كما مُدمرة لشعور الرضا، ومصدر لجميع العقوبات والصعوبات التي يتعرض لها البشر، إذ إنَّه يمكن تغيير السلوك من خلال اتخاذ خيارات حقيقية يُمكن الاعتماد عليها عن طريق التشجيع بدلًا من اللوم، والدعم والاستماع بدلًا من النقد والشكوى، والثقة والاحترام بدلًا من الخلافات.

 تطبيق نظرية الاختيار لإدارة السلوك

 توضح النقاط الآتية بعض البديهيات التي ذكرها وليام في كتابه نظرية الاختيار لإدارة السلوك، وذلك بهدف محاولة تطبيقها لتعديل السلوك الشخصي:

  • هنالك إنسان واحد يمكنه التحكم في سلوكه وهو نفسه. الشيء الوحيد الذي نستطيع مساعدة الآخرين فيه في محاولة التأثير على السلوك الخاص بهم هو تقديم المعلومات لهم، ومن ثم نفسح لهم المجال باتخاذ خياراتهم وحدهم.
  • العلاقات السيئة تنتج عنها جميع المشاكل النفسية التي يواجهه الفرد اليوم.
  • المشاكل في علاقات الفرد ستبقى مكونًا من مكونات الحياة التي يعيشها.
  • أحداث الماضي لها دور كبير فيما هو عليه الحاضر الآن، والخبرات التي اكتسبها الفرد من جميع تلك الأحداث لديها القدرة على تلبية احتياجاته في الوقت الحالي وسيستمر تأثيرها للمستقبل.
  • في حال القدرة على إرضاء النفس داخليًا، فذلك يعني أنَّه لدى الفرد القدرة على تلبية جميع احتياجاته الآن.
  • التصرف تجاه الأمور، يعد الشيء الوحيد الذي يفعله الإنسان.
  • مكونات السلوكيات هي: التفكير، والشعور، والتصرف، ويعد علم وظائف الأعضاء هو المكون الرابع من مكونات السلوك.
  • لدى الفرد القدرة الكاملة على السيطرة على تفكيره وتصرفاته، فبشكل غير مباشر يستطيع التحكم بمشاعره وحركاته بالاعتماد على طريقة تفكيره وتصرفاته.
  • السلوك الكلي هو شيء يمكن للآخرين القيام به.

أسئلة طرحها وليام في نظريته

توضح النقاط الآتية بعض الأسئلة التي طرحها وليام في نظريته:

  • كيف ينتقل الإنسان من السلوك الكلي إلى تلبية الاحتياجات؟

 وقد وضح وليام هنا أنَّه بدلًا من أن يكون الإنسان نتاج خيارات متشكلة من (العقاب أو المكافأة)، فإنَّه يمتلك القدرة على اتخاذ خيارات تتحكم في سلوكياته، وهذا هو السبب في أهمية وجود علاقات إيجابية جيدة مع الآخرين، والحرص على الحفاظ عليها، وذلك من خلال بناء علاقات مع أفراد آخرين يمتلكون رؤية متشابهة، مما يجعل السعي وراء الأهداف المشتركة أمرًا سهلًا وحينها يتحقق مفهوم العمل التعاوني.

  • ما هو عالم الجودة في نظرية الاختيار؟

 عندما يحتاج الفرد إلى الشعور بالرضا ولا يتمكن من ذلك، سيتكون لديه الرغبة في استمرارية البحث عن بيئة يشعر فيه بذلك والتي وصفها وليام باسم عالم الجودة، وهي البيئة التي يُمكن من خلالها تلبية احتياجات الفرد بطريقة أخرى، ويكون ذلك إما من خلال قيمه، أو معتقداته، أو أي أنشطة من الممكن ممارستها، أو تجنبها.

وبالتالي يستطيع الفرد أن يدير سلوكه بشكل أفضل عندما يعزز عالم الجودة الصحي لديه، فبدلاً من تسليط الضوء على الإكراه، تركز هذه النظرية على إدارة السلوك بالاستناد إلى عالم الجودة والتقييم الذاتي عن طريق نمذجة الاختيارات التي من الممكن اتخاذها، مما يُعزز من مسؤولية الفرد الشخصية. وبالنهاية تم تطوير هذه النظرية لتكون طريقة مساعدة للأفراد في مجال “التحكم في سلوكهم وتحمل المسؤولية عنهم” فالمبدأ الأساسي لهذه النظرية هو زيادة القدرة على ضبط النفس، ممّا يُمكن الأفراد من اتخاذ قرارات مهمة وذات مسؤولية عالية والتصرف بناءً عليها، كما أنَّ هذه النظرية “نظرية الاختيار لإدارة السلوك” تؤيد اتباع بعض الطرق كالدعم، والتشجيع، والتفاوض، وغيرها، والتي يمكن استخدامها في مختلف أنواع العلاقات بين الأفراد من أجل بناء علاقة مترابطة، وعند تبنيها وممارستها نتبناها ونماستها تُصبح هذه العادات في هذه النظرية “طريقة حياة”

1