
أصبحنا نعي جيدا أن الرجال والنساء يختلفون في طريقة الحوار والتعبير عن المشاعر والتفكير وطريقة التقدير والتحفيز والاستجابات. وجهل الأزواج لهذه الفروقات يتسبب في معظم النزاعات بينهم.
في السطور الموالية، سنرى جانب آخر من الاختلافات تخص وجهات نظر كل جنس. فكل من الطرفين له رؤيا مختلفة للأسلوب الذي يتعامل به الآخر.
كثيرا ما تنتج الخلافات بين الزوجين من عدم فهمهما لوجهات نظر بعضهما البعض. فالرجل يظن أن المرأة تنظر الى الأمور كما يراها هو، والمرأة تعتقد كذلك أن الرجل يرى الأمور وفقا لمنظورها.
فمثلا نجد كثيرا من النساء تشتكي من عدم مناقشة الزوج لمشاكله مع الزوجة ومن اتخاذه للقرارات الأسرية بمفرده دون التشاور معها ومشاركتها لإيجاد الحل. فتفسر الزوجة هذا الأسلوب بكون الرجل متحفظ وكثوم وكذلك بعدم تقديره لرأيها مما يشعرها بالإهانة. بينما حقيقة، يعود انعزال الزوج بنفسه والتفكير بمفرده للحصول على حل للمشكلة إلى كونه برمج على الاستقلالية والفردية ومواجهة التحديات وتدرج السلطة. فلا تقدمي له أي نصيحة أو حلا إلا إذا طلب منك ذلك لأنه يعتبر تدخلك انتقاصا من قدراته.
بينما تميل المرأة إلى التحدث على كل ما يشغل بالها والتعبير عن مشاعرها وكذلك مناقشة القرارات داخل الأسرة ويرجع هذا لقدراتها اللفظية وسهولة اتصالها بمشاعرها وكذلك برمجتها على السلطة المتساوية. فيفسر الرجل هذا السلوك على أنها تعاني من مشاكل وليس لها القدرة على حلها فيبدأ بتقديم الحلول لأنه برمج على إنقاذ الحياة. في حين أن كل ما في الأمر أنها تريد أن تتكلم معه وتريد أن ينصت إليها ولا تريد حلولًا.
هذه صورة من بين العديد من صور سوء التفاهم التي نعيشها يوميا في بيوتنا والتي تنتج عنها شجارات نحن في غنى عنها والتي يمكن تفاديها إذا أدركنا أن كل هذه الفروقات التي درسناها من خلال مقالات الاختلافات بين الزوجين هي ترجع بالأساس الى أصل تكوينهما.
لذا فمن المهم لتحقيق التماسك والتوافق الزواجي، ألا يتوقع كل شريك أن يكون الآخر مثله فكل طرف يحتاج أن يتصرف على طبيعته. وبدلا من ذلك على كل شريك فهم مميزات الطرف الآخر وتقبل الاختلاف بينهما ثم التعامل مع الاستياء الناتج على الموافقة على عدم التوافق القائم بينهما.
بقلم مديحة