
يعيش طفلك كل يوم مجموعة مختلفة من المشاعر كالفرح والخوف والحزن والغضب والقلق وغيرها. ويجد صعوبة في فهمها والتحكم فيها إذا لم تساعده على ذلك. فتعليم الطفل كيف يتعرف على عواطفه ووضع كلمات لوصفها، سيساعده على تعلم كيفية مواجهتها والتحكم في رادات فعله.
فما فائدة تعليم الطفل إدارة مشاعره؟
إن الطفل الذي يتحكم في عواطفه يتفاعل بشكل أفضل مع مختلف مواقف الحياة ومع الأشخاص المحيطين به. فتجده يحافظ على علاقات جيدة ويدير الصراع بشكل جيد. بينما يتصف الطفل الذي عنده صعوبة في التحكم في انفعالاته بالسلوك العدواني وردود الفعل المتسرعة.
لنرى كيف تساعد طفلك على التعرف على مشاعره والتعبير عنها:
– تحدث معه عن مشاعرك واحرص على تسميتها ووصفها. على سبيل المثال أن تقول له “كان يومي مليئا بالمفاجآت الجميلة، أشعر بالسعادة اليوم”.
– علمه كيف أن لغة الجسد ونبرة الصوت ووثيرة الحديث ترتبط بالعواطف. على سبيل المثال عيون واسعة في حالة الشعور بالدهشة، كلام سريع في حالة الغضب، ابتسامة في حالة الشعور بالفرح وهكذا. يمكننا استخدام لعبة الدمى أو لعب أدوار أو رموز الإيموجي لتدريب الطفل على التعبير عن بعض المشاعر.
– علمه كيف أن هناك أعراض تظهر على الجسد نتيجة للمشاعر. كالرجفة ودقات القلب السريعة عند الشعور بالخوف، أو آلام في البطن عند القلق، تعرق اليدين، احمرار الوجه وغيرها. في هذا الباب، يمكنك أن تسأله “بماذا شعرت عندما رأيت كلب الجيران يتوجه نحوك؟ وفي أي منطقة في جسمك شعرت بذلك؟” أما إذا كان أصغر سنا، فيمكن مساعدته بقولك “لقد كنت ترتجف عندما رأيت كلب ابن الجيران”
– اسأله باستمرار عن مشاعره وساعده على التعبير عنها. على سبيل المثال، تقول له “بماذا شعرت عندما علمت أننا ذاهبون إلى السينما؟” أو “هل تشعر بالفرح لأننا سنذهب إلى السينما؟”
والآن كيف تعلم طفلك التحكم في انفعالاته؟
في سن صغيرة، لا يستطيع الطفل التحكم في انفعالاته. فتجده مثلا عندما يغضب، يصرخ، يضرب، يكسر. كن متقبلا له، حافظ على هدوئك وإيجابيتك، لا تجادله، احتويه واحتضنه وانتظر حتى تمر نوبة الغضب بسلام.
بعد هدوءه، يمكنك أن تسأله عما أثار ردة فعله. ثم طمأنه وأخبره أنك تفهم سبب ما شعر به وأنه أمر طبيعي. علمه أدوات للتهدئة كالتنفس أو الرسم أو الرياضة أو الكتابة للأطفال الأكبر سنا.
أخيرا، تذكر أن تعليم الأطفال يكون بالقدوة، فكن قدوة حسنة لهم واحرص على التعبير عن مشاعرك لهم وسيطرعلى انفعالاتك أمامهم.
بقلم مديحة