يعتبر الفصل الدراسي مسرحا للعديد من العلاقات السليمة والخاطئة بين المتمدرسين اطفالا كانوا او شبانا من كلا الجنسين. ومن هذه العلاقات صداقات طبيعية وأخرى تتخذ أشكالا متعددة جميعها تكون نتاجا لمعاملات منسجمة أو غير منسجمة فيما بينهم .وتتخذ العلاقات بين الرفاق طابعا خاصا خلال الألعاب المدرسية مثلا والتي تبرز التلميذ الطبيعي المنسجم مع الجماعة والتلميذ الذي غابت عنه هذه المهارة ، وهذا الأخير هو الذي يكون فردا ميالا الى الغش في غالب الاحيان ، سواء تعلق الامر بالغش في الامتحان او في العاب رياضية او غيرها . وهنا لابد من التمييز بين الغش المتعمد والغش العفوي الذي يمارسه لاعب يجد نفسه مدفوعا بدافع المنافسة اوبين الغش في اللعبة الذي يمارسه لاعب غبر مؤهل لتحمل الخسارة . و يوجد ايضا هذا القصور الاخلاقي لدى من لا بجيد اللعب فيشعر بالغين عند الهزيمة فيؤاخذ الآخرين على سوء حظه. من المؤكد ان النجاح او الرسوب امر مقلق ويتطلب بلوغ مستوى معين من الموضوعية والنزاهة لخوض منافسة شريفة يتم فيها تقبل احتمال الهزيمة أو النصر بروح موضوعية . بالنسبة للغش في الامتحانات يكون نتيجة حتمية لذات مفككة لا تستطيع التحكم في تعاملها مع المحيط والاندماج ضمنه ،فيصبح من السهل عليها التخفي وراء الغش لاخفاء الضعف الذي تعانيه ، هذا الضعف الذي يؤثر على التحصيل الجيد والتلقي مما يؤدي إلى تراكم كم هائل للمعلومات بفسحة ضيقة ليست لها قابلية للامتصاص والتخزين للمعلومات ،فيصبح المتمدرس أمام صعوبات حقيقية في السير قدما الى الأمام في مسيرته الدراسية ،فيلجأ إلى الغش في الامتحان كوسيلة حتمية لديه لأنه لا يقبل الهزيمة ،فلو انه رجع خطوة الى الوراء واعاد ترتيب افكاره وتنظيم وقته والاهم من هذا وذاك الثقة في نفسه لكانت النتيجة ايجابية اكثر بالنسبة إليه ،فحتى ان فقد جزءا من همته فإنه لايفقد احترامه لذاته ولا ثقته في انه قادر على تحمل المسؤولية الموكلة اليه .ومن المدمرات الحديثة لهمم المتمدرسين التي تثبط عزائمهم خلال الفترات الدراسية، الجلوس لساعات طويلة أمام وسائل التواصل سواء عبر الهاتف او الحاسوب وايضا أمام التلفاز مما يقلل من جودة النوم لديهم فيصبح الدماغ غير قادر على ضبط انشطته المعتادة ووظائفه . فالنوم الطبيعي له اثر صحي على الدماغ الشيء الذي يفوتهم ، ويقلل من فرصهم في نيل قسط كافي من الراحة والتركيز خلال الأنشطة الدراسية .ان العلم الحديث اصبح يصنف هذه الوسائل وتأثيرها السلبي على اداء ومستوى المتمدرسين من بين المثبطات الأكثر خطورة على الدماغ والتي اصبح الادمان عليها يتخذ وثيرة مخيفة فيى أوساط الشباب والأطفال . وذلك ما توضحه تصنيفات الدراسات النفسية الحديثة للادمان في أوساط القاصرين والشباب عموما.لكل ذلك بالآباء اليوم مدعوون أكثر من اي وقت مضى إلى الوقوف سدا منيعا أمام الغزو الذي يجتاح بقوة عقول ابنائهم ويقوض نجاحاتهم ويحيل مساعيهم الى الفشل والاحباط.