تعتبر  الأسرة المسرح الكبير الذي  تعرض فيه سلوكيات الاطفال وكذا نزعاتهم سواء الايجابية منها والسلبية لكونها  في غالبية الأحوال هي التي تنتج هذا السلوك او تؤثر فيه .

         فمثلا اسرة الشيخ او امام في المسجد ، تضم أبناء ملتزمون يتفاهمون مع بعضهم البعض بصوت منخفض لكونهم منذ نعومة اظافرهم وهم يتلقون النصيحة من الاب  ان الصوت المنخفض من سمط المسلم ، وحتى إذا خرج أحدهم عن الخط الذي رسم له فإنه يعود بعد تنبيهه من طرف احد افراد الاسرة بميوله المتدبدب او المائل عن الصواب .   

       ونجد ايضا اسرة يغيب فيها الزوج وتغيب فيها الزوجة بشكل غير لائق ، يتنافسان من منهما سيغيب اكثر عن الاسرة ، في حين يبقى الأطفال طوال الوقت  للحيرة وقلة التهذيب وسوء التصرف . فهذه الاسرة مسرح منتج لاضطرابات لا حصر لها ، كما أن كل فرد منها يتفنن في إظهار ما استطاع من السلوكيات الخاطئة اتجاه  الأب أو الأم من عصيان وتدمر وكلام غير لائق ليبين عدم رضاه عن أدائهما الأبوي داخل الأسرة.

     ثم هناك أسر يكد الأبوان فيها في العمل ، ليستطيعا  تعليم الأبناء القيم والسلوكيات السوية ، فمرة تصيب الجهود ومرة تخيب ، حسب الظروف المجتمعية المحيطة بالاسرة ، غير أن الضرر يكون اقل لأنهما يوحدان الجهود وينتبهان جيدا للسلوك المضطرب فور حدوثه فيستطيعان المواجهة بشكل جيد اما عن طريقة التفاوض مع الفرد المضطرب او اللجوء الى الاستشارة النفسية او المساعدة من طرف الخبير  الأسري .

     ان الاضطرابات النفسية الأكثر قلقا هي التي تكون نتاج أسرة مضطربة ، حيث يكون فيها العلاج الفردي ضعيف المردودية ، لأن انتكاسة الفرد تكون كبيرة كلما عاد للتواصل مع الأسرة المختلة و يصعب معها العلاج الاسري ،لان افرادها كل واحد يتمسك بحبل يجره الى خارج دائرة التفاوض و الحدود السليمة . وتكون مهمة المستشار الأسري أكثر تعقيدا لأن النجاح ليس فقط في التشخيص السليم ولكن ايضا ان يكون العلاج ناجعا كفاية لاجتناب الانتكاسة للفرد المضطرب ، فيكون على المرشد توخي الحذر في تصنيف الاسرة اولا والبحث عن نوع  النمط السائد بها قبل الشروع في مساعدتها على  تخطي المشاكل والاضطرابات التي تعانيها . او يعانيها أحد أفرادها. 

1