تتواصل العلاقة تحت سقف واحد ورغم تواجدهم في مساحة مكانية واحدة فان هناك مسافة شاسعة تمنعهم من الاندماج النفسي، بيوت مفتوحة على خواء المشاعر والصمت المطبق وانعدام المودة والرحمة اللتين ترتكز عليهما حياة اسرية صحية وصحيحة.
فكيف يفقد الود بين افراد الاسرة؟ وكيف يؤدي للحدة والقسوة بينهم ومع الاخرين؟
ان انعدام المودة الاسرية هو تحصيل حاصل لانفصام العلاقة بين الابوين، فالاضطراب الزوجي ومايتبعه من انعدام الاشباع العاطفي الى جانب النزاعات الزوجية والمشاعر السلبية يشبع الشعور بعدم الامن والقلق والاكتئاب، الارهاق العصبي وعدم الاتزان النفسي الوجداني وانعدام لغة الحوار؛ كل هذا يدفع بالاسرة الى ان تصبح كالبركان الخامد المملوء بالحمم من الداخل يوشك ان ينفجر.
فهذا المحيط المليئ بالتوتر يؤتر سلباعلى الابناء في أمور متعددة نذكر منها إفتقاد الأطفال للمشاعر والقدوة الحسنة فهم يحتاجون الى أم تحضنهم وأب يرعاهم لكن في خضم المشاحنات يضيعون، ولا أحد يكثرث لمشاعرهم مما ينعكس سلبا على جميع مراحل نموهم: فتظهر أنانية الطفل، في مجالات كثيرة كأن يستقل بألعابه وأقلامه ولا يشاركها مع اخوته ومن هنا تبدأ نواة عدم الإكثرات للأخر والشعور بالسخط وتكوين مشاعر عدوانية التي تؤدي به في مرحلة المراهقة الى إنحراف السلوك رغبة في التمرد وبحثا عن العطف والحنان خارج البيت.

1