
الهدف من التربية هو بناء أطفال متزنين وأسوياء صالحين في المجتمع. وهي تعتمد على أساليب كثيرة يجب تطبيقها.
لكن قبل تعلم هذه الأساليب، من المهم معرفة وتوقيف المدمرات التي يلجؤوا لها الآباء ظنا منهم أنها تؤتي أكلها في خضوع أبناءهم لهم. إلا أنها تدمر العلاقة بينهم، وتضعف شخصية الأبناء. فهذه المدمرات هي السبب الرئيسي لكثير من المشكلات النفسية والسلوكية لدى الأطفال والمراهقين.
ومن أبرز مدمرات شخصية الطفل التي يجب تجنبها في تعاملنا معه، نذكر:
– الضرب: من أخطر المدمرات التربوية التي تدمر العلاقة بين المربي والطفل وتدمره هذا الأخير على جميع المستويات. فينتج عنها مشاكل في التحصيل الدراسي، العدوانية، الخوف وعدم الأمان، عدم الشعور بالحب، تدني تقدير الذات، …
– الصراخ: هذا السلوك يلغي لغة الحوار والتواصل بين المربي والابن ويدمر العلاقة بينهما. وينتج عنه طفل ثقته بنفسه ضعيفة، تابع، وعدواني اتجاه الآخرين.
– النقد واللوم: لا أحد يحب النقد مهما كانت مرحلته العمرية. الطفل الذي يتعرض للنقد من طرف الوالدين باستمرار ينتج عنه شخص لا يعبر عن رأيه، يخاف من نظرة الآخرين، يهتم برأيهم، يركز على السلبيات، ولا يبادر.
– الإهانة والسخرية: الانتقاص من أطفالنا ووصفهم بأوصاف سلبية تدمر الثقة والتقدير الذاتي عندهم. فتجد الشخص دائما يشعر بالنقص والضعف وعدم الجدارة.
– المقارنة: الكثير من الإباء يلجؤون لهذا السلوك ظنا منهم أنه أسلوب تحفيزي، فتجده يقارن طفله بأخيه بصديقه بقريبه بابن الجيران. إلا أنه في الحقيقة من أهم المدمرات الذي تنتج عنها غرس مشاعر الحقد والغل والحسد والمقارنة والغيرة اتجاه الآخرين. بالإضافة إلى تدني الذات وعدم الثقة بالنقس. وعدم تقدير الإنجازات الصغيرة والامتنان لها.
– الصراعات الأسرية المتكررة: تشعر الطفل بالقلق وعدم وجود الأمان داخل البيت مما يدفعه للبقاء طويلا مع أصدقاءه خارج المنزل. وقد ينتج عن هذا الامر انحراف المراهق وتأخره الدراسي. بالإضافة إلى النموذج السلبي الذي سيتبناه كزوج داخل أسرته المستقبلية.
– كثرة الأوامر والمبالغة في الوعظ: يشعر الطفل بالسلطة والقهر مما يجعله يصبح شخصا متمردا، عناديا في مرحلة المراهقة وشخصا قابلا للانصياع والخضوع لاحقا.
– الحماية الزائدة: استجابة كاملة لطلبات الطفل والخوف الزائد عليه ينتج مراهقين اتكاليين ومتمردين. ولاحقا أشخاصا لا يعتمدون على أنفسهم، غير مسؤولين مع صعوبة في اتخاذ القرارات وحل المشكلات.
– التهديد: هذا الأسلوب يدمر الأمان عند الطفل ويشعره بمخاوف كثيرة. ويؤدي لاحقا إلى انخفاض الكفاءة الذاتية وارتفاع مشاعر العجز وزيادة القلق والخوف عند الفرد.
بقلم مديحة