قد تتسائلين أيتها الأم و أيها الأب :
- لماذا هذا الشقاق داخل أسرتي ؟
- لماذا كلما اقتربت من أبنائي يبتعدون ؟
- كيف تحولت العلاقة الزوجية من دفئ وسكينة إلى برود ونفور .
وكثير من الأسئلة التي تشوش تفكيرك وتسعى بذلك للهروب الى شئ آخر عسى أن تجد السلوى بمزيد من البعد عن العائلة التي طالما حلمت بها وعندما تحقق الحلم أصبح كابوسا .
لمعرفة الإجابات سأحاول تعريف الأسرة وصفاتها حتى نتمكن من تصنيف الأسر حسب كفائتها في التعامل والاسلوب المتبع .
تعتبر الأسرة كائن حي ينمو ويتطور ويمر بمراحل تسمى دورة الحياة الأسرية، وهي ثلاث مراحل :
- المرحل الأولى هي مرحلة الارتباط وإنشاء الأسرة.
- المرحلة الثانية هي بداية خروج الأطفال الى العالم الخارجي ليتعلموا ويندمجوا مع المجتمع .
- المرحلة الثالثة هي مرحلة النهايات حيث استقلال الأبناء عن الأسرة وبذلك تكون الأسرة انتهت بعدما تمكنت من بناء اسر جديدة .
خلال دورة الحياة هذه على الزوجين أن يفهما أن الاسرة تقوم بوظائف أساسية وعند اختلال هذه الوظائف الاساسية تختل الأسرة ويبدأ الصراع والنزاع ، هذه الوظائف الأساسية تتمثل في وظائف داخل الأسرة ( المأوى النفسي الإجتماعي والسكن ،الغذاء التمويل والصحة . ) ووظائف خارج الأسرة ( التنشئة الاجتماعية من توفير التعليم ونقل القيم وتوفير الأنشطة الترفيهية وغيرها من الأنشطة التي تربط أفراد الاسرة بالمجتمع )…..
وبناء على تفاعل افراد الأسرة يكون تصنيفها ، وبما أن الأسرة تتكون أولا من الاب والأم فهما بذلك من يضعون القوانين والقواعد ويوزعون المهام والادوار لتسيير الأسرة. في حالة فشلا في التفاهم والتواصل بعد الزواج فإنهم يفشلون في وضع قوانين تساعد أسرهم على النمو الصحي وبذلك يفشلون في تزويد أبنائهم بالقيم التي تساعدهم في حياتهم المستقبلية .
أما في حالة التوافق والانسجام فإن الزوجين قد ينجحا في تطوير اسرتهم ومساعدة أبنائهم على الاستقلالية ..
مثال على نوع من الأسر التي تواجه مشاكل بسبب اختلال القيام بالوظائف الأساسية والتي تم تصنيف نوع الاسر التي تنتمي لها من قبل مجموعة من المرشدين الاسريين التابعين لمؤسسة فورهيومانيتي مراكش .
سيدة تبلغ من العمر 31سنة تقطن مع أم زوجها ولها ابنة 5 سنوات وابن سنة ونصف ،تم التعارف والاتفاق على الزواج وكل شئ كان على مايرام .بعد الولادة الأولى تغيرت المشاعر وكما تحكي أصبح زوجها يخونها ويعنفها لفضيا كما أنها هي أيضا تبادله العنف. ومع ذلك تصر على أن تستمر في زواجها ، بعد إنهيار توقعاتها من الزواج اضطرت ان تبحث عن عمل كملاذ لما تعانيه من مشاكل .لكن ذلك زاد من حدة الصراع بل وزاد بذلك بعد ابنتها عنها بعدما أصبحت الجدة هي المتكفلة بالأبناء عند غيابها في العمل .تقول هذه السيدة التي تفتقد جو الأسرة أنها فقط عندما يشتاق زوجها كذلك للحظات معها تشترط مرافقته رفقة أبنائها حتى تعيش تلك اللحظات الأسرية مع ابنائها.
في هذا المثال نجد أن الأسرة تتصف بالحدية وذاك لاتصافها بالغضب واليأس والاعتداءات المتبادلة .
ختاما إن كان احد من معارفكم يعاني مشاكل أسرية يرجى الاتصال بنا حتى نتمكن من مساعدته على تحديد نوع المشكل وايجاد الحل المناسب لحياة اسرية سعيدة .كل هذا مع خصم 50% من ثمن الاستشارات الأسرية.