
تتمة لمقالي السابق حول الاختلافات بين الرجل والمرأة والذي ركز على الاحتياجات النفسية لكل طرف واستعمال اللغة في التواصل وكذلك التعبير عن المشاعر، فيما يلي نركز على الفرق بين عقل الرجل والمرأة.
أكدت كثير من الدراسات على اختلاف عمل الدماغ لدى كل الجنسين وعدم فهمها لهذا الفرق يؤدي الى سوء فهم الزوجين لبعضهما البعض وخلق صراعات كان ممكن تفاديها بمعرفتهم هذه المعلومات.
فيجب معرفة أن عقل الرجل يتكون من صناديق منفصلة عن بعضها البعض، كل صندوق فيه موضوع محدد مثال المال، العمل، الأسرة… بينما عقل المرأة فهو عبارة عن شبكة من النقاط المتصلة ببعضها حيث أن كل نقطة هي مرتبطة بباقي النقاط. ما يفسر قدرة الزوج المحدودة على القيام بعدة مهام أو التحدث في عدة مواضيع في آن واحد عكس المرأة التي تعتبر ماهرة في هذا الجانب.
من جهة أخرى، هناك دراسة تقول إن ذكر الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يستطيع التفكير في اللاشيء وتحدث هذه العملية عندما يدخل الرجل إلى صندوق يطلق عليه إسم “الصندوق الفارغ أو صندوق اللاشيء”.
فغالبا بعد يوم طويل فيه إجهاد، وبعد عودة الزوج الى البيت، يصعب عليه الانتقال من موضوع العمل إلى موضوع الأسرة والبيت دون الدخول إلى الصندوق الفارغ. فتجده يفتح التلفزيون أو يحمل الهاتف ويبقى أمامه لفترة من الزمن ينتقل بين القنوات وهو جسد بدون عقل. وفي هذه الأثناء تأتي المرأة لتحدث زوجها على يومها ومشاكل الأطفال وقلقها واحتياجات البيت وأخبار الجيران ومستجدات العائلة وما إلى ذلك من المواضيع المتنوعة ذات الأهمية القليلة عند الزوج أنداك. فلا يسمعها أو يسمعها ولا يرد عليها مما يثير غضب الزوجة لأن من وجهة نظرها هو زوج غير مهتم بشؤون العائلة وغير مبالي لمشاعرها.
فمعرفتنا لهذا الإختلاف في التكوين كفيل لحل جل الشجارات التي تنشأ بين الزوجين في آخر اليوم.
خلاصة القول، من المهم احترام الزوجة لوقت دخول الزوج في الصندوق الفارغ وتفادي الحديث معه عن مواضيع لا تثير اهتمامه قبل إعطاءه مساحة للتكيف مع الوضع الجديد.
بقلم مديحة.