قد يكون الصمت أحيانا  سلاحا ضارا، بل وحتى قاتلا، للعلاقة الزوجية ، لأن الكثير من الأزواج يستعملونه كوسيلة عقاب للطرف الآخر. وهذا،  إذا اعتمد لفترة طويلة  ،ايا كان السبب الإصلاح او التأنيب  ،فانه يتحول إلى طريقة خسيسة ودنيئة للتحقير وتحطيم نفسية الشريك ، وإشعاره بالدونية والانتقاص من شأنه، أو دفعه إلى المبادرة بالاعتذار أو الانفصال، ما قد يتسبب له في مشاكل نفسية عويصة. فما هو الصمت العقابي؟ وهل هو وسيلة إصلاح أم تدمير الحياة الزوجية؟

  الصمت العقابي او  المعاملة الصامتة  كما يعرفه الخبراء، هو السكوت اللفظي المتعمد والموجه تجاه شخص آخر. وهو شكل من أشكال السلبية العدوانية والإيذاء العاطفي، حيث يبعث الشخص الصامت مشاعر سلبية إلى الطرف الآخر بالاستياء والاحتقار ويبقى محافظا على صمته. وقد وصفته الاطباء النفسانيون على أنه أحد أشكال العقاب التحكمي والتلاعبي الاستغلالي. وقد يتعرض له الشخص في إطار أي علاقة إنسانية، كالصداقة، القرابة، الجيرة… لكن الاصعب أن يتعرض له الشخص في إطار العلاقة الزوجية. فالصمت العقابي، تكتيك يستخدمه البعض ضد الشريك الزوجي، بغرض الإساءة والإيذاء والتلاعب والضغط، وهو يستمر إلى فترة طويلة .قد يستهين الكثير بالأثر والخطر الناجمين عن عقاب الشريك الزوجي بالصمت. ولكن، لتقدير قسوته، لابد من الاشارة الى ما كشفته الأبحاث من كونه يُنشط نفس المنطقة في الدماغ التي ينشطها الألم الجسدي، ما يسبب  أوجاعا نفسية، كالحزن، الاكتئاب،وتدني تقدير الذات.. وقد ينتهي ذلك بأمراض عضوية.. كما كشف الدكتور شروت أن العقاب بالصمت والتجاهل، يُقلل من رضا الشريكين عن علاقتهما الزوجية، ويؤدي إلى فتور العلاقة الحميمية أو يُدمر حياتهما الزوجية تماما،  وإليك بعض الخطوات لتفادي هذا السم السلوكي القاتل :

  • أحب نفسك ودللها واهتم بها. لكي تتفادى الوقوع في فخ الاكتئاب والعزلة والحزن.
  • تصرف بلا مبالاة، كن هادئا ورصينا، وواجه صمت شريكك الزوجي من دون انزعاج، حتى يقتنع ان السلاح الذي يحاربك به عديم الفعالية، فيتوقف عن سلوكه.
  • تفاد الانعزال وحافظ على دائرة الأصدقاء والأقارب وزملاء العمل وعلاقاتك الاجتماعية التي ستنقذك من وحدتك التي فرضها عليك شريكك الزوجي بصمته العقابي.
  • مارس نشاطاتك وهواياتك، للحفاظ على قوتك
  • تعلم تقنيات الذكاء العاطفي، لتتقن طريقة إدارة مشاعرك وكيفية التواصل مع شريك حياتك.
  • اطلب المساعدة المتخصصة، من استشاري علاقات زوجية أو أخصائي نفساني، فقد يكون شريك حياتك نرجسيا أو يعاني من مرض. لا تسمح بإيذائك،
  • اتفق مع شريك حياتك على حدود السلوكيات المقبولة وغير المقبولة بينكما، وإذا استدعى الأمر الانسحاب، فافعل، لأن صحتك النفسية والجسدية والعقلية أهم من أي علاقة مسمومة.
1