زينب فتاة تبلغ من العمر 20 سنة تعاني من نقص المهارة في الاندماج مع قريناتها في الكلية . تعاني من القلق والتوتر والخوف والانسحاب عند لقاء شخص غريب.
عندما كانت زينب طفلة كانت تتعرض للتنمر من والدها لاعتمادها على اختها الكبرى للحديث بالنيابة عنها خلال تجمع الأطفال بساحة المدرسة وحتى انها كانت تذهب بدلا منها الى الادارة المؤسسة لتقديم شكوى عن ظلم او سلوك عدواني من أحد الاقران او احدى الزميلات.
لاحظت والدة زينب احمرار وجنتيها كلما دخل شخص غريب الى بيتهم او كلما ناداها والدها لإلقاء التحية على أحد الأقارب فكانت تتصبب عرقا وتقف وراء والدتها خائفة ،فقررت هذه الاخيرة ان تستشير مرشدا أسريا خبيرا في الموضوع.
شخص المعالج حالة زينب على انها تعاني من الرهاب الاجتماعي او ما يعرف بالقلق الاجتماعي والذي يكون السبب وراءه بعض التصرفات اللاواعية للاباء و الامهات مع اطفالهم و التي تكون عواقبها غير محسوبة.
أكدت والدة زينب أنها تعاني من خوف شديد من الغرباء فقام المعالج بدعوتها الى الالتزام بالحضور الى جلسات علاجية هادفة ، تقرب من خلالها من زينب الطفلة ومما يخالجها من ديناميات سلبية تجرها الى الوراء حيث كانت علاماتها المدرسية في تدن ملحوظ . فنصحها المعالج بتخصيص مذكرة تحاول خلالها كتابة كل تفاصيل يومياتها سواء داخل المدرسة او داخل البيت .ثم تنظيم وقتها للاستفادة من يومها والقيام بواجباتها أحسن قيام والاستمتاع بـ أنشطتها المفضلة في وقت فراغها. وخلال جلسات العلاج يطلع المعالج على المذكرة اليومية لزينب ويحاول التعرف على أسباب التفاعلات السلبية اليومية التي تتعرض لها زينب وردود أفعالها.
تفاجأت أسرة زينب من نتائجها المدرسية بعد جلساتها الاولى من العلاج وكانت الدهشة كبيرة عندما قامت زينب بالكشف عن موهبتها المميزة في الرسم على الثوب خلال الانشطة الفنية الداعمة التي قدمها المعالج لها بإحدى الجلسات العلاجهة فكانت موهبتها واضحة وتنم عن ان زينب في طريقها الى تغيير مسار حياتها مستقبلا.
ركز المعالج ايضا خلال جلساته على تصحيح التواصل اللفظي وغير اللفظي لزينب وركز على أنه جوهري لبناء شخصيتها السليمة الخالية من كل اضطراب .
نصح المعالج زينب بمراجعته كلما احست بالضغط والتوتر الشديدين وهو بالفعل ما قامت به زينب مرة اخرى عند ولوجها الى الكلية خاصة أنها مقبلة على منعطفات في مسارها الدراسي تتطلب منها التركيز على أهدافها الايجابية لتحقيق النجاح العلمي والاقتصادي والاجتماعي خلال المراحل المستقبلية.
