قد يرتكب الآباء و الأمهات أخطاء في تربية أبناءهم عن جهل و عن غير قصد فيظهرون اهتماما مبالغا بجميع أمورهم ومهامهم ،وحماية زائدة و مفرطة لهم من جميع العقبات التي تواجههم ،فيضيقون عليهم المجال والمساحة لتعلم مهارات و اكتشاف قدرات تمكنهم من مواجهة المواقف والمشاكل التي تتناسب مع أعمارهم،حيث يعتقدون ذلك تعبيرا عن حبهم وحنانهم اتجاههم.
للأسف هذا السلوك له آثار سلبية مستقبلية على نمو الطفل النفسي و الإجتماعي، حيث يشعر دائما بالخوف من اتخاذ القرارات في شتى المواقف فيظل خجولا منطويا و مترددا خوفا من إصابته بأي أذى.
يولد هذا السلوك أيضا لدى الطفل حب الأنانية وحب تلبية مطالبه دائما و بدون بذل أي مجهود،فلا يقدر مشاعر الآخرين و ينتظر منهم العطاء دائما يدون مقابل.
هو أيضا طفل يتسم بالكسل والعجز ،فجميع مهامه و مشاكله موكلة إلى والديه ،فيصبح معتمدا و لا مباليا و يجد صعوبات كبيرة في تلبية حاجياته الأساسية في وقت لاحق.
الحماية المفرطة للطفل قد تجعل منه شخصا ضعيفا لا يقدر ذاته ولا يثق فيها،فتكون شخصيته مهتزة،لا يتخذ القرارات و يفتقر للمهارات و المرونة لنسج علاقات اجتماعية سليمة و للقيام بمهام و أمور تكسبه القوة والثقة بالنفس.
يشعر الطفل الذي تعرض لحماية مفرطة من والديه بالقلق والتوتر الدائمين، هذا الشعور هو مكتسب من والديه لأنهما يعيشان دائما في خوف على طفلهما من جميع الأمور الحياتية.

1