تعتبر الأحاسيس و المشاعر هي انعكاس صور الأحداث والأشخاص على لوحة نفس الإنسان، حيث يواجه ما يسره وما يحزنه، ومن يرتاح إليه ومن يزعجه، وما يرضيه وما يغضبه. هذه الانطباعات تترجمها المشاعر والأحاسيس، والتي تظهر على قسمات وجه الإنسان، وعبر أحاديثه وكلامه.وفي الحالة السوية يفصح الإنسان عن مشاعره تجاه الأشياء والأحداث، ما يجعله أكثر حيوية وأكثر تفاعلا مع الحياة، ويجدد نشاطه النفسي والعاطفي، وينظم علاقته مع من حوله.
وقد يخفي الإنسان مشاعره ويقمعها، مما يحدث له إيذاء نفسيا ويضعف تفاعله مع الواقع المحيط به، وبمرور الزمن يصاب بتبلد الأحاسيس وجفاف المشاعر. ولعل من معاني قسوة القلب التي تحذر منهم النصوص الدينية، كسل مستوى الأداء العاطفي وجمود المشاعر والأحاسيس الإنسانية، حيث التفاعل العاطفي يميز الشخص ويجعله مختلفا عن الجمادات التي لا مشاعر لها. كما سول الله تعالى “ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي والحجارة أو أشد قسوة” لذلك من الأفضل أن يعبر الإنسان للآخرين عن مشاعره الإيجابية تجاههم، مما يجعل أداءه العاطفي نشيطا، ويسعد الآخرين، ويقوي علاقته بهم.
لإبداء المشاعر له وظيفة إيجابية في حياة الإنسان، ومعها والضغط عليها حالة غير سوية لها مضاعفات سلبية، وقد تفرض الظروف الخارجية على الإنسان ذلك، لكن البعض من الناس يمنعهم من إبداء أحاسيسهم، انخفاض المستوى التوحيدي في شخصياتهم، وضعف ثقتهم بأنفسهم، وهذا ما ينبغي المعالجة والتثقيف والتوجيه والممارسة العملية.
كوتش سارة غاندي