يعد الاغتصاب من أشد أنواع العنف الجنسي، وهو عملية تتمثل في الاعتداء على شخص ما بالقوة أو التهديد أو الخداع، وإجباره على ممارسة الجنس دون موافقته. ويمكن أن يتسبب الفي آثار نفسية وجسدية خطيرة على الضحية، بما في ذلك الصدمة والاكتئاب والقلق والإصابات الجسدية والأمراض المنقولة جنسياً.
يتعرض النساء والفتيات بشكل خاص لخطر الاغتصاب، حيث يتعرض حوالي 1 من كل 3 نساء للاعتداء الجنسي خلال حياتهن. ومع ذلك، فإن الرجال والأولاد يمكن أن يكونوا أيضًا ضحايا هده الظاهرة.
لم تسلم النساء المتزوجات من الاغتصاب فهن يتعرضنل له والذي يتم دون موافقة الزوجة. كما يعتبر هدا الاخير شكلا من أشكال العنف المنزلي و الاعتداء الجنسي.
و يرفض معظم الرجال الاعتراف بوجود اغتصاب زوجي، كما أن بعض النساء لايعتقدن ان اجبارهن على ممارسة الجنس يعتبر اغتصابا ايضا .
ما الذي تعانيه المرأة إثر اغتصابها
-معظم النساء والفتيات اللواتي تعرضن للاغتصاب. شعرن أثناء اغتصابهن بالاشمئزاز وبحالة من الخوف والهلع الشديد الأشبه بالرهاب من الموت. فهن يفقدن في هذه الحالة السيطرة التامة على أجسادهن وإرادتهن.
وإذا كان الجاني شخصاً تعرفنه فينجم عن ذلك الاغتصاب انتهاك وفقدان كلي للثقة. ولا يوجد في هذا الوضع الكارثي رد فعل صحيح أو نموذجي. وإنما ردود فعل عفوية وتلقائية تهدف إلى النجاة. بعض النساء تصاب إثر الصدمة والخوف بحالة من الذهول مما يؤدي إلى عدم قدرتها على الدفاع عن نفسها وأخريات تحاولن الدفاع عن أنفسهن إما جسدياً أو لفظياً وأخريات تحاولون الخروج من مصابهن بأقل الخسائر الممكنة. فتبدو وكأنهن لا تمانعن اغتصابهن. وكل هذه السلوكيات هي عبارة عن آليات دفاعية تنشأ في ظروف خطيرة للغاية، في محاولة لحماية النفس وضمان بقائها قيد الحياة.
لا يزال الرأي العام يتعامل مع موضوع الاغتصاب بالعديد من الأحكام المسبقة والأفكار الخاطئة، فغالباً ما لا يتم تصديق المرأة المغتصبة أو يتم لومها لما حدث لها.
كما أن هناك تشبث بالرأي بما يخص ردود الفعل .والتصرفات المنتظرة من المرأة المتعرضة للاغتصاب. والذي يؤدي بدوره في الكثير من الأحيان إلى الاستخفاف بالحدث أو التعامل مع الموضوع على أنه محرم .ولا يجوز التطرق إليه. فضلاً عن توجيه أصابع الاتهام للنساء المغتصبات .وتثقيل كاهلهن بذنب مصابهن. والذي بدوره يحول في الكثير من الحالات بين أن تبلغ المرأة عن حالة الاعتداء التي تعرضت لها، وبأن تثق بالآخرين وتتمكن من البوح لهم بما اقترف في حقها.
يجب القضاء على الاغتصاب ومحاسبة المجرمين على أفعالهم. ويمكن تحقيق ذلك من خلال تعزيز الوعي بأضرار الاغتصاب والتعليم حول القيم والمعايير الأخلاقية التي تحترم حقوق الإنسان وتحمي الضحايا. كما يجب توفير الرعاية الصحية والنفسية للضحايا وتمكينهم من الحصول على العلاج اللازم.

كوتش دونية احبيبي DOUNIA AHBIBI