ترى مدرسة التحليل النفسي أن ” كل سلوك مدفوع ” بمعنى لا يوجد سلوك دون دافع يحركه ويوجهه ، والدافع هو حالة داخلية ،إما جسمية أو نفسية تثير السلوك في ظروف معينة. ودوافع الناس كثيرة مثل الجوع ، العطش ، الخوف ، الغضب ، الحب ، الكراهية ، الحاجة الى التقدير الاجتماعي ، وكذلك ربما بسبب اضطرابات نفسية .
فتأثير البيئة على سلوك الطفل يكون من خلال تواصله مع المحيط الخارجي ،فكلما كانت علاقته في المرحلة الاولى من حياته (السنة الاولى ) سليمة مبنية على الحب والحنان وإشباع الحاجيات فإنه يكتسب الثقة بالنفس و بالآخرين .أما اذا كانت علاقته مع بيئته سلبية فسيصبح إنسانا دون ثقة في نفسه وفي الآخرين. فالطفل ينمو ويتعلم من المحيط السلوكيات التي تمثلهم ،كما يتأثر بمشاعر والديه .
ومن أجل تجنب سلوكيات غير مرغوبة ، على الآباء الانتباه الى الأمور التالية :
- عدم اظهار مشاعر القلق والخوف والغضب وذلك لتجنب الضغط النفسي عند الطفل .
- المحافظة على نمط الحياة العادي في حالة وجود مشكلة .
- التفسير لما يحدث وإعطاء المعلومات الضرورية حسب مستوى الإدراكي للطفل وما يلائمه.
- إعطاء الحق للطفل في التعبير عن مشاعره وذلك بالإصغاء إليه والتعاطف معه .
- التشجيع المعنوي والتهدئة وذلك بجعل الطفل يشعر بالأمان والحنان .
كما يجب الانتباه الى معاملة الوالدين للطفل التي تؤثر سلبا على نمو شخصية الطفل وعلاقته مع المجتمع من بينها :
- التربية المتسلطة التي لا تقيم وزنا لآراء الابناء وميولاتهم وحاجياتهم مما يؤدي الى عدم الثقة بالنفس وظهور سلوكيات غير سليمة .
- الاستهزاء بالطفل والاستخفاف بقدرته مما يؤدي الى اضعاف القدرة على التصرف بإحكام.
- الاحتضان المفرط بحيث أن المبالغة في القلق على الطفل يكبله ويعطل لديه روح المبادرة والإقدام. كما ينعكس عليه قلق والديه ويصبح مثلهما قلقا.
- طموح الآباء المفرط بالنسبة لطفلهم قد يؤدي به حالة فشله الى الانطواء على نفسه والابتعاد عن اي مبادرة خوفا من الفشل .
هذه باختصار بعض العوامل التي تؤثر على سلوك الطفل والتي قد تكون سببا في ظهور مشكلة سلوكية معينة .