تشكل الأسرة الملاذ الأول للطفل في كل حالاته وانفعالاته ، فالإمان الذي يحتاج اليه الأبناء سواء اطفالا او مراهقين  نابع منها وحاجتهم اليها تأكيد ذواتهم  تكون  جوهرية في كل فترات العمر ،اذ ان الثقة بالنفس التي تولدها الأسرة السوية في ابنائها تعطيهم شعورا من الحميمية والترابط  والانسجام التام مع ذواتهم   .

ان الأمان بالنسبة للمراهق هو الشعور بنوع من القوة الداخلية والتماسك .كما يحتاج الأبناء أيضا الى التقدير من الآخرين الشيء الذي يعتبر من بين الحاجات الأساسية لديه ، ،فانعدام التقدير من الراشدين له سوف يخلق عنده احساسا بعدم الاطمىنان وينعكس ذلك في ظهور نوع من الغرور التعويضي تارة والانطواء تارة اخرى يخلق لديه حالة الخجل او النزوع  الى الانطواء على الذات من اجل تفادي سخرية الآخرين ،وقد يخلق لديه ايضا  نزعة عنف تنتج عن مؤازرة اترابه في المدرسة او الشارع للدخول في صراع مع الكبار أحيانا مع نظام المدرسة أو النظام ككل باعتقاده انه نظام غير صائب لأنه يقصيه من اهتماماته.

هذا الاعتقاد قد يؤدي بالمراهق الى الدخول في صفوف الاقران الاكثر تشددا وعصبية مما يرمي به في مساءلات قانونية  قد تحيد بمستقبله عن  الطريق الصحيح ،وهنا تكون الاسرة الوظيفية اكثر امانا ونضجا في تعاملها مع المراهق حيث تشعره بأهميته  البالغة  بين احضانها في باحة من الحرية والحنان  التي هو في أمس الحاجة إليهما ، فكلما احس المراهق ان الأسرة تعامله معاملة الطفل الصغير، تزداد رغبته الجامحة نحو الحرية لإثبات الذات والخروج من وسم الطفولة ،لانه يعتبرها ضعفا لا قوة  ،هنا لا بد  للأسرة أن تمارس ا دورها التربوي والتاطيري بعيدا عن التحكم وفرض السيطرة لان ذلك سيؤدي حتما الى   ردود افعال سلبية تؤثر سلبا على تفاعلات الأسرة معه . التواصل الفعال بين الآباء والأبناء وتدريبهم على تحمل مسؤولياتهم بالتدريج عوض الاكراه او الترهيب  هو السبيل الوحيد  لجعل المراهق  نشطا منطلقا تواقا الى الحياة ،عوض ان يكون سلبيا مكتفيا  بالاستهلاك عوض الابتكار والتجديد ،فرصتنا كاباء ان نجعل ابناءنا مصدرا للأفكار البناءة الجديدة التي تقود بالاسرة الى النماء والرقي عوض الاقتصار على  محاصرتهم وتطويق أفكارهم ،  لان الاستثمار يصبح أكثر فاعلية وجدوى  حينما نقوم بغرس  روح المبادرة في أبنائنا  فتنمو قدرتهم على تحمل المسؤولية أمام المجتمع مستقبلا  وهي وظيفة تخص الأسر السليمة في حين تبقى الأسر المختلة في ،نمطيتها المعتادة تخلق جيلا معتمدا يفكر دائما في الاستهلاك عوض  الإنتاج .      

1