لاشك أن وجود أخ أو عدة إخوة للطفل يعتبر من الأمور الطيبة التي تترك في الأغلب أثرا نفسيا جيدا على الطفل ولا تشعره بالوحدة، وتمده بالدفء العائلي خصوصا أذا كان عمر الإخوة متقاربا.ولكن على الرغم من الايجابيات الكثيرة للعلاقة الأخوية إلا أن هناك بعض السلبيات التي ربما تتسبب في أثار نفسية مدمرة على بعض الأطفال .
بالطبع يمكن أن تكون هناك خلافات بين الأخوة بشكل طبيعي وليس ضروريا أن يكونوا أصدقاء حتى لو كانوا في المرحلة العمرية نفسها نضرا لاختلاف الشخصيات والميول ، ومن أخطر مؤشرات الخلل في هذه العلاقة هو محاولة السيطرة من طرف على الآخر ومحاولة إخضاعه.
وفي دراسة نشرت في مجلة “العنف بين الأشخاص”قال الباحثون ان نسبة تتراوح بين 50 ألى 80 في المائة من المراهقين أشاروا ألى أنهم يتعرضون لنوع من أنواع الإعتداء من قبل الإخوة Sibiling abuse.سواء كان هذا الاعتداء لفظيا أو جسديا أونفسيا، وأوضحت الدراسة أن معظم الأفراد الذين يتعرضون للعنف بين الأخوة يبوحون بمثل هذه الوقائع وأن الأمور تبدو كما لو كانت طبيعية بعد مضي فترة من الزمن.ولكنها تترك أثرا نفسيا سلبيا على الطفل او المراهق الضحية ، حيث يفقد ثقته في أقرب المحيطين به ويعاني من الإكتئاب واضطرابات الأكل سواء فقدان الشهية أو العكس، وأيضا تحدث اضطرابات مابعد الصدمة traumatic stress في حالات الضرب، وتكون الفتيات هي الأكثر عرضة لحدوث هذه الإعتداءات.
ويجب على الآباء معرفة أن التطرق إلى المقارنة بين الإخوة من أكثر الأشياء المدمرة لعلاقة الأشقاء وتسبب حدوث الكراهية بينهم رغم أن الأباء لا يلجأون إلى عقد هذه المقارنات إلا لتحفيز الطرف الأقل وتشجيعه أما الإخوة فهناك منافس أمامه ولا يمكنه تجنبه وهذا ما يمثل ضغطا نفسيا زائدا عليه و قد يقوم بتعويض ذلك بالإعتداء البدني أو النفسي على شقيقه.
وتشير الدراسة إلى ان الآباء يجب عليهم الا يتجاهلوا بعض الملاحظات في تعامل الإخوة كالسخرية الدائمة وتعمد الإهانة ،وعدم تجاهل شكاوى الإخوة الأصغر والتعامل معها بجدية حتى لاتتفاقم ويجب التدخل بحكمة لمنع السيطرة وإيذاء الآخر.