تتناقل وسائل التواصل الاجتماعي غيرما مرة اخبارا عن اعتقال او متابعة بعض الاشخاص- الذكور خصوصا – الذين ارتكبوا جرائم اغتصاب او تحرش بالاطفال واختلاف الاحكام الموقعة عليهم باختلاف الحالات فماهو مصدر هذه الجريمة وما مدى تأثيرها على الفرد والضحية التي مورست عليها؟
يتميَّز اضطراب التحرّش بالأطفال أو العشق الجنسي للأطفال pedophilic disorder بتخيُّلات أو رغبات متكرِّرة وشديدة للإثارة الجنسيَّة أو سُلُوك ينطوي على الأطفال). وقد ينجذبون إلى الأولاد الصغار، أو الفتيات الصَّغيرات، أو كليهما، ويمكن أن ينجذبوا معظمَ إلى الأطفال فقط أو إلى الأطفال والبالغين.
يقوم الأطباءُ بتشخيص الولع الجنسي بالأطفال عندما يشعر الأشخاص بالضيق الشديد أو يصبحون أقلّ قدرة على العمل بشكل جيد بسبب انجذابهم إلى الأطفال أو عندما يتصرفون بناءً على رغباتهم.
يمكن مُعالَجَة الولع الجنسي بالأطفال بالعلاج النفسي الفردي أو الجماعي على المدى الطويل، وبالأدوية التي تغيّر الدافع الجنسي وتقلِّل من مستويات التستوستيرون.(انظر أيضًا لمحة عامة عن الشذوذات الجنسيَّة واضطراباتها و لمحة عن إهمال الطفل واضطهاده.الاعتداء الجنسي على الأطفال هو شكل من أشكال الشذوذ الجنسي.وبما أنَّه يسبِّب ضررًا للآخرين، فإنَّه يعدُّ اضطرابًا.
ويعتبر الاهتمامُ الجنسي أو الانخراط الجنسي بين شخصين اضطرابا جنسيًا حسب عمر الأشخاص المعنيِّين، ؛ففي المجتمعات الغربية،يتطلب تشخيص اضطراب الاستغلال الجنسي للأطفال أن يكون عمر الشخصُ 16 سنة أو أكثر، أو أكبر بخمس سنوات على الأقلّ من عمر الطفل الذي هو موضوع التخيُّلات او التحرش الجنس .ويشيع انتشارُ الولع الجنسي بالأطفال بينَ الرجال أكثر من ب النساء. .وقد ينجذبون إلى الأولاد الصغار، أو الفتيات الصَّغيرات كليهما.من غير الواضح ما إذا كانت الفتياتُ أو الأولاد أكثر ميلًا لأن يكونوا ضحايا للميل الجنسي للأطفال، على الرغم من أنّ الفتيات يظهرنَ أكثر ميلاً لأن يكنَّ ضحايا للاعتداء الجنسي بشكل عام.
ويكون الشخص البالغ معروفًا للطفل عادة، وقد يكون أحدَ أفراد الأسرة أو زوج الأم أو زوجة الأب، أو شخصًا له سُلطة (مثل المعلِّم أو المدرّب).ينجذب بعض الأشخاص فقط إلى الأطفال ضمن العائلة.ينجذب بعضُ المولعين بالجنس مع الأطفال إلى الأطفال فقط، وغالبًا ما يكونون من فئة عمرية أو مرحلة نمو محددتين.وينجذب آخرون إلى كلٍّ من الأطفال والبالغين.ويبدو أنَّ التحديقَ أو اللمس العام أكثرَ شُيُوعًا من لمس الأعضاء التناسلية أو القيام بالجِماع.قد يستعمل المُولَعون الشَرِسون جنسيًا بالأطفال القوّة أو الإكراه للانخراط مع الأطفال جنسيًا، وقد يهدِّدون بإيذاء الطفل أو الحيوانات الأليفة للطفل إذا أخبرَ الطفل أحدًا.ويوجد لدى العديد من هؤلاء الأشخاص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.كما يكون أو يحدث لدى الكثير منهم اضطراب تعاطٍي للمخدِّرات أو اعتماد عليها و اكتئاب.وغالبًا ما يأتون من أُسَر مضطربة، حيث تكون الصراعات الزوجية شائعة.ويبدو أنَّه قد تعرض العديد منهم للإيذاء الجنسي وهم أطفال.
المُعالجةُ النفسيَّة والأدوية:
يمكن مُعالَجَة الولع الجنسي بالأطفال بالعلاج النفسي الفردي أو الجماعي على المدى الطويل، وبالأدوية التي تغير الدافع الجنسي وتقلِّل من مستويات التستوستيرون.ولكنَّ نتائجَ العلاج مختلفة.وتكون النتيجةُ أفضلَ عندما تكون المشاركة طوعية، ويتلقى الشخص التدريب على المهارات الاجتماعية ومعالجة المشاكل الأخرى، مثل تعاطي المخدِّرات أو الاكتئاب.وقد يكون العلاجُ الذي لا يُطلَب إلاَّ بعدَ الاعتقال الجنائي والإجراءات القانونية أقل فعّالية لحبسُ المرضى أو إيداعهم في مصحّات، حتى على المدى الطويل، ببساطة لا يغيّر الرغبات أو التوهّمات.ومع ذلك ، فإن بعض المتحرشين بالأطفال الذين يلتزمون بعلاج طويل الأمد وخاضع للمراقبة (بما في ذلك العقاقير عادة) يمكنهم الامتناع عن النشاط الجنسي للأطفال وإعادة دمجهم في المجتمع.وقد تكون مضادَّاتُ الاكتئاب التي تُسمَّى مثبِّطات استِرداد السَّيروتونين (SSRIs) مفيدة أيضًا.ويمكن أن تساعدَ في السيطرة على الرغبات الجنسيَّة والخيال .كما أنَّها تقلل من الدافع الجنسي، وقد تسبِّب ضعف الانتصاب.وفي هذهه الحالة بكون العلاج بالعقاقير هو أكثر فعَّالية خاصة عندما يَجرِي الجمع بين العلاج النفسي والتدريب في المهارات الاجتماعية. فما احوج مجتمعاتنا العربية إلى الفهم الدقيق لهذا الاضطراب الجنسي وما احوج أطباءنا اليوم الى الجرأة في تبني خطط علاجية فعالة شاملة لمحاربة هذه الظاهرة عوض التخفي وراء ستائر واهية تهدف طمس هوية الاضطراب وخلطه بالاضطراب العقلي لتفادي المتابعة القانونية للأشخاص المرضى، متناسين الضحايا الذين تخرب حياتهم جراء هذه الافعال الشنيعة سواء كانوا اطفالا ذكورا او اناثا وما أثر هذا الاغتصاب او التحرش في خلق نماذج مماثلة من الجناة المرضى بهذا الولع الجنسي المدمر للفرد والأسرة والمجتمع ككلوهنا لابد من الاشارة الى دور الاسرة في التربية الجنسية وكذا الاطر المدرسية وتجاوز الطابوهات التي تحول دون تربية الاطفال تربية سليمة ورفع كل الحواجز النفسية التي قد تجعل منهم وحوشا في المستقبل .