
اضطراب الشخصية الوسواسية يصيب الأشخاص الذين يسعون الى الكمال و الانتظام المستمر ، فهم أشخاص تهمهم التفاصيل
الدقيقة ، ولديهم رغبة كبيرة في التحكم في بيئتهم بما فيها من أشياء و اشخاص، فاصحاب الشخصية الوسواسية لا يتسمون بالمرونة
أو الانفتاح على الآخر، منغلقون بأفكارهم التي يرفضون رفضا تاما تغييرها ، ويتسمون كذلك بكثرة العمل والانشغال والبخل ،
كذلك الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الوسواسية يجدون صعوبة في الاسترخاء، فهم في قلق دائم بهدف التحكم في
كل مايحيط بهم ، اذ يكرهون عنصر المفاجأة أو تغيير أي تخطبط مسبق،وكل مالايمكنهم التنبؤ به .
ماالأسباب ؟ وماهي الأعراض؟ وماهي طرق العلاج؟
الأسباب
لاتوجد أسباب محددة لاضطراب الشخصية الوسواسية ، لكن عموما قد يكون هناك عوامل وراثية ،كما في حالة وجود هذا
الاضطراب لدى أفراد العائلة من آباء أو أجداد.
وكذلك قد يعزى سبب ذلك الى تعرض الشخص في مرحلة الطفولة الى سوء المعاملة ، وأحيانا بسب معاشرة أحد المصابين بهذا
الاضطراب لفترة طويلة كالأزواج مما يدفع الطرف الآخر الى اكتساب ذلك الطبع.
أو;جود بيئة صارمة لدى الطفل باتباع القواعد .
الأعراض
يقوم الطبيب بتشخيص اضطراب الشخصية الوسواسية بناء على التاريخ الطبي للشخص، وتقييم سلوكاته اليومية ومعرفة أسلوب
حياته ، اضافة الى ذلك يستعين الطبيب بأسرة المضطرب للتعرف على كيفة تفاعله مع محيطه ، وعلى الأعراض التي يعاني
منها. حسب الدليل التشخيصي و الاحصائي للاضطرابات العقليةDSM-5
يجب أن تكون أربعة من الأعراض التالية على الأقل:
1- الشخص المضطرب مشغول بتفاصيل القواعد والقوائم والنظام والتنظيم، أو الجداول الزمنية لدرجة أن يفقد المغزي الأساسي من
النشاط..
2-يظهر الكمالية التي تتعارض مع اكتمال المهمة (على سبيل المثال، غير قادر على إكمال المشروع نظرا لعدم استيفاء معايير
صارمة أكثر من اللازم)..
3-يخصص المضطرب أوقاتا بشكل مفرط للعمل والإنتاجية ليستبعد من الأنشطة الترفيهية والصداقات..
4-يقظ بصورة مفرطة، ودقيق، وغير مرن حول مسائل الأخلاق والقيم..
5-غير قادر على تجاهل أو التفريط في الأشياء التي لا قيمة لها، حتي ولو لم يكن لها أي قيمة عاطفية..
6-غير راغب في تفويض المهام أو العمل مع الآخرين، ما لم يقوموا بتنفيذ الأعمال وفقا لطريقته هو للقيام بهذه الأمور..
7-يعتمد علي أسلوب البخل في الإنفاق تجاه ذاته والآخرين، وينظر إلى المال على أنه شيء مكنوز للكوارث المستقبلية..
8-يظهر صلابة وعناد..
بعض العلامات
القهر والاستحواد:
يجد الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب حاجة قهرية للنظافة ،ورغم صعوبة هذا النوع من السلوك، الا أنه يشعر معه الشخص
المضطرب بالسيطرة على القلق وان كان ذلك لا يمنع من استمرار التوثر.
الحالات المصاحبة.
يتشابه كل من اضطراب الوسواس القهري و اضطراب الشخصية الوسواسية في بعض الأعراض ،لكن كل واحد منهما اضطراب
منفصل عن الآخر. فكلاهما يتشابهان في الكمالية والاكتناز والانشغال بالتفاصيل ، ويختلفان في كون الأفكار القهرية المرهقة في
الوسواس القهري والعادات والهواجس تستغرق وقتا طويلا وتهدف الى الحد من الاجهادوالتوتر المرتبط بالقهر،وتكون هذه الأعراض
منفرة للشخص. بينما الافكار والعادات في الشخصية الوسواسية لا تكون منفرة ، فالشخص يعتبرها مناسبة وصحيحة ، الا أن بعض
الأعراض قد تسبب لدى الشخص الوسواسي كالكمالية معاناة كبير لاحتياجه للسيطرة.
متلازمة اسبرجر:
طيف من أطياف التوحد حيث يتسم فيه سلوك الشخص بالتقيد غير المرن بالقواعد والقوانين والتكرارهذا وجه الشبه بينما يختلف معه
فيما يتعلق بالمهارات الاجتماعية و السلوكات العاطفية.
العلاج:
يهدف العلاج الى زيادة الوعي بمدى التأثير السلبي لسلوكيات الشخص على نفسه وعلى من يحيطون به ، زيادة على الحد من التوثر
والقلق.
يشمل العلاج ما يلي:
العلاج النفسي
يهدف الى المساعدة على التغيير وتحسين الصحة النفسية للفرد والتخفيف من السلوكيات والافكار والمعتقدات
المزعجة .ويركز على الروابط الموجودة بين المزاج والظروف الاجتماعية.
العلاج السلوكي المعرفي
وهو يعتمد على معرفة الشخص بالاضطراب الذي يعاني منه، ويعيد بناء الادراك والسلوكيات والعواطف ، ومن تم العمل على تغيير
السلوكات المضطربة وتعزيز علاقته بمن حوله وتغيير نمط حياته، وتشجيع الشخص على توزيع اهتماماته بين العمل والاسرة
والاصدقاء.
العلاج الدوائي
يتم عن طريق وصف الطبيب لبعض الأدوية ليعيد بناء الادراك والسلوكيات والعواطف ، التي توصف لمن يعانون من
الاكتئاب.للحد من التوثر والقلق، وتحسين الحالة المزاجية والنوم.
تمارين الاسترخاء