لعل المتتبع لما يجري ببعض الفصول الدراسية يبقى مندهشا من هول ما يقوم به بعض الأطفال من سلوكات تخريبية داخل قاعات الدرس والادهى ان بعضهم لازال بالروضة .فالسلوك التخريبي له وظائف متعددة، يلجأ إليه بعض الاطفال لاثبات ذواتهم  أمام تسلط الاباء و كرد فعل على بعض الأنماط  التي تسود  داخل أسرهم .حدد الباحثون مجموعة من الوظائف العلاىقية داخل الاسر وربطوها بمجموعة من السلوكيات التي تتكرر داخلها كأنماط متكررة تسود بها سواء من طرف الاطفال او الاباء ،حيث تصبح العلاقة بينهما عبارة عن دائرة تسمى بالعلاقة  العلائقية  . فعندما يكون الأب متسلطا يكون الطفل في بحث دائم عن استقلاليته  للخروج من الدائرة،   فيعبر عن ذلك بسلوك مضطرب او تخريبو هذه الآليات النفسية التي تحركه  تجعله في صراع مع الكبار خاصة اذا  كان مراهقا داخل اسرة تسودها السلبية الوالدية حيث لا هرمية ،لا حدود  فيكون سلوكه عدوانيا وعنيفا مع إخوانه او اقرانه داخل المدرسة او بالشارع  ، وقد يغير السلوك  بآخر ولكن لا تتغير الوظيفة التي يخدمها هذا السلوك  وهي محاولته إيجاد باحة من الاستقلالية ويحاول الاستفادة من الخلل الذي تعاني منه الأسرة لتحقيق الهدف.والأمر سيان بالنسبة للأب الذي ترك سلطته للزوجة او لفرد آخر  ،فان الابناء لابد ان يعبروا عن عدم رضاهم عن خرق لقانون الهرمية الأسرية من خلال سلوك مضطرب يرغبون من خلاله تنبيهك إلى أن تعود للقيام بدورك كأب مسؤول عن أسرتك  فتكون الوظيفة هنا البحث عن السلطة المفقودة  لا عن الاستقلالية . فإذا كنت اأبا او أما دائم التأنيب لأبنائك على سلوكياتهم الخاطئة فلا بد أولا أن تتدبر لماذا لجأوا لذلك السلوك فربما احتاجوا فهما حكيما  منك  لتفادي بعض التطورات السلبية  التي تطرأ على نفسيتهم  خاصة  في الفترات العصيبة من حياتهم كالمراهقة مثلا.وعند تشعب الخلل فعليك اللجوء الى استشارة الخبير الأسري فدائما لديه من الخبرة  والمعرفة ما يساعد به الاسرة وافرادها من أجل تحقيق اللتوافق و الدينامية الإيجابية بين الأفراد للوصول الى النجاح المنشود في الحياة.  

1