
إن أسلوب التربية يؤثر بشكل كبير على تكوين الطفل وعلى شخصيته مستقبلا. ومن المهم معرفة هذه الأساليب وتأثيرها على أطفالنا حتى نتبنى منها الأسلوب الأمثل لتشكيل أطفال أسوياء صالحين في المجتمع.
أولا أذكر الأسلوب المتسلط: هو أسلوب يستخدم فيه المربي أسلوب التحكم والسيطرة مع أبناءه، فيكون بذلك كثير الأوامر والنواهي ولا يكون هناك مجالا للمناقشة أو الحوار أو إبداء الرأي، وبالتالي حرية الاختيار غائبة.
كذلك يكون غير مهتم لاحتياجات أبناءه وغير متفهم لهم وهدفه هو فرض الانضباط بشدة ويستخدم العقاب كوسيلة في حال الخروج عن النظام.
ينتج عن هذا النوع من التربية أطفال خاضعين مستسلمين مطيعين مترددين وخجولين وعندهم مشاكل في التقدير الذاتي ولكن سرعان ما يصيرون أبناء متمردين في مرحلة المراهقة.
ثانيا الأسلوب المتساهل: هو أسلوب لا توجد فيه ضوابط ولا قواعد. حرية بلا حدود. المربي ليس لديه القدرة على الحزم، اهتمامه هو تلبية كل رغبات الطفل. وكل سلوكيات الطفل هي مقبولة ولا مكان للعقاب. المربي هنا لا يطلب من أبناءه إلا القليل بل أكثر من ذلك يقوم بكل مسؤولياتهم حتى لو كان لديهم القدرة على القيام بها.
ينشأ عن هذا النوع من التربية أطفال مدللين يتصرفون حسب رغبتهم، أطفال اعتماديين وغير مسؤولين. أطفال متمردين على القوانين والضوابط ولا يشعرون بالانتماء وبالتالي قد يبحثون عن انتماءات متطرفة في مرحلة المراهقة.
ثالثا الأسلوب المتوازن: يجمع بين الحزم والمرونة. شعاره أنت حر ضمن حدود. يحث الأبناء على المسؤولية، على المشاركة والتعاون وعلى التعلم من الأخطاء. كل فرد في الأسرة هو مهم. الأبناء يعاملون باحترام وتقدير ولهم الحرية على التعبير والاختيار. المربي يسعى إلى تلبية حاجيات أبناءه، يضع القوانين والحدود ويشرح أهميتها. ويعتمد على أسلوب الثواب لتعزيز السلوك الجيد وعلى العقاب لتعديل السلوك السيء.
هذا الأسلوب يعطينا أبناء لديهم شعور بقوة الانتماء وشعور بالأمان، قدرة على اتخاذ القرار وقدرة على تحمل المسؤولية. إذن فالأسلوب المتوازن هو أفضل الأساليب لتنشئة أبناء ذات شخصية قوية ومسؤولة، بينما تبني المربي لأساليب سلبية فينتج عنها أبناء ذات شخصية هشة متمردة وعنيدة.
بقلم مديحة