يجد أغلب التلاميذ صعوبة في الاندماج بفصولهم الجديدة خاصة بعد انتقالهم من الصف الابتدائي الى الصف الإعدادي أو الثانوي ، فالتلميذ بشخصيته الندية التي تبحث دائما على الحظوة لدى مدرسيه الذين لازموه لسنوات خلال الصف الابتدائي ، فجأة يصبح شخصا لا يعرفه اغلب المدرسين نظرا لتناوب عدد كثير منهم بالحصص المدرسية في نفس اليوم الدراسي دون الانتباه له لكونه اصبح واحدا من كثيرين يترددون على القسم الدراسي . ،حتى ان بعض المدرسين اصبحوا الان لا يتذكرون وجوه تلاميذهم بعد مغادرة الفصل الدراسي.ان النظام المدرسي الحالي لا يتيح الظروف المناسبة للانتقال بأريحية ، بين الاسلاك الدراسية خاصة السلكين الانفي الذكر ،حيث ان تلميذ السنة السابعة مثلا يجد في المؤسسة الإعدادية عددا من الذين يتعاقبون الواحد تلو الآخر خلال الأسبوع الدراسي فلا يعرفهم التلاميذ إلا معرفة سطحية ، فثمة أطفال لا يتحملون هذه المرحلة بدون اضطراب نفسي . فعلى الصعيد الوجداني حتى التلاميذ الذين كانوا متفوقين في السلك الابتدائي قد يتعرضون للإخفاق بالسلك الثانوي للسبب ذاته وليس بفعل تغير طبيعة الدراسة أو صعوبة المنهج كما يعتقد البعض . كما انه ليس بسبب عدم النضج الذهني للتلميذ بل لعدم استعداده النفسي لتحمل التعدد المربك للاساتذة عليه وعلى جوانب من شخصيته. بل اقسى من هذا تختلف شخصية التلميذ في الفصل حسب نوع الاستاذ ونوع المادة تلميذ أستاذ اللغة العربية ليس هو تلميذ أستاذ اللغة الفرنسية ولا هو تلميذ أستاذ الرياضيات، حتى ان المدرسين ليس لهم نفس الراي اتجاهه حتى أن ذاته تصبح متعددة ويصبح رأيه الشخصي عنها مختلفا . حتى يتحول الأمر إلى حاجز نفسي يمنعه من الرغبة في الذهاب إلى المدرسة.
