الاطفال واللعب
من منظور البالغين يعتبر اللعب ترفا من أجل تحسين الصحة الجسدية والترويح عن النفس ويعبر عنه بعدة معاني كالرياضة ،التأمل…..الى غير ذلك ،ويظل اللعب مهِّما للشخص البالغ مهما بلغ من العمر ،وبإمكان الاستغناء عن اللعب لفترات وأن يتم تدارك هذا الانقطاع لاحقا .
أما بالنسبة للطفل فهو نشاط ضروري لنموه الجسدي والنفسي ، فمن خلاله يتعرف على عالمه الجديد ويكتشفه بطريقته .
هذا النشاط الذي يبدأ مع الطفل في سن ثمانية أشهر- عندما يشرع في إدراك أنه منفصل عن الآخرين- من خلال التواصل العاطفي مع أمه بمداعبتها إياه كبداية التفاعل بينهما مما ينمي الشعور بالطمأنينة، ومن خلال هذا التناغم المتكرر بين الام وابنها يبدأ الطفل في تنمية الشعور والحس بقدرة الغير على مشاركته مشاعره مما ينمي تقديره لذاته والثقة بها.
اللعب بالنسب للطفل إذن هو تعلم للخبرات والمهارات الاساسية له خلال حياته، ويستحب أن يكون مشتركا بين الأهل والطفل ليأخذ نصيبا كافيا من التشجيع والمدح والتحفيز وكذاك ليتعلم طرق التواصل الصحيح وضبط النفس ورغباته التلقائية وبذلك يكتسب قدرا من الهدوء الذاتي يساعده للمرور للمرحلة التالية من عمره .
أما بالنسبة للعب مع الأقران بعد سن ثلاث سنوات فما فوق فمن الضروري وجود شخص بالغ لفرض الانضباط ومراقبة عدم وجود تنمر بعض الاطفال على غيرهم حتى يكون اللعب فرصة للتعلم الجيد والمفيد .
كما يجب ان لا ننسى اختيار نوع اللعب الذي يفيد الطفل وتجنب ذلك الذي يضر بصحته الجسدية والنفسية .
أما في حالة الحرمان من اللعب فالطفل يتجه الى الاحباط والصراع الذي يظهر على شكل نوبات قلق وتوتر مع عدم توافق مع بيئته الى غير ذلك من الأعراض السلبية كالعراك أو الهرب .